رحمك الله رحمة واسعة يا أخي، وغفر لك، فلقد كنت فينا مرجوا قبل هذا؟!
عمرك الله ما ذلك الغرام الجديد يا أخي؟. . . وكيف اتسع له قلبك وليلاك المريضة لا تزال تئن وتتوجع، بالعراق وبغير العراق؟. . . ألم أقل لك يا صديقي إنك تياسر مع كل سانح، وتيامن مع كل بارح؟. . . ولكن لا عليك يا أخي، ما دامت ليلاك الجديدة غبية بلهاء، يسهل إقناعها بهذا الأسلوب الذي يحمل في تضاعيفه أدلة الإعياء. . بل أدلة الموت
هل تعبت في اجتذابك إلى الميدان كل هذا التعب، لتفضح نظرية وحدة الوجود على هذا النحو، غير الخليق بك، ولا بجميع الغيد الحسان اللائى وقعن في شراك هواك، وأحابيل حبك، على ضفاف السين مرة، وحفافي دجلة مرة أخرى، وفي مراتع القاهرة تارة، وبين أزقة سنتريس العزيزة الغالية تارات وتارات؟!
أهكذا يا صديقي يضيع تعبي في معالجتك هباء منثورا فتبعثره على هذه الصورة بين الخدود والقدود، والثغور والنحور وتجعله جروحاً لا قصاص لها في جسم محبوبتك الغبية البلهاء التي أنشبت أظافرك في بدنها، وفي عقلها، وفي روحها. . . دون أن تضع ثناياها العذاب الرطاب فوق (علابيك!) - أي عصب عنقك - ولست أفسرها لك - فتعضه عضة تريحنا من زكي مبارك، ومن أبالسة زكي مبارك، ومن وحدة الوجود، ومن المخرفين بوحدة الوجود؟!
لا تجزع من هذا الكلام يا أخي فأنت تكفر بالموت، الذي يؤمن به الأغبياء أمثالنا. . . وحبيبتك الغبية البلهاء لن تصنع شيئاً، مهما أنشبت أظفارها وثناياه العذاب الرطاب في عنقك. حقيقة أنها إن فعلت، فربما سكتت نأمتك، وشالت نعامتك، وأراحت جميع الأغبياء منك. . . ولكن هذا كله، في نظرك، لا يكون موتاً، وإنما يكون تحولاً. وأنت ماذا يهمك من هذا التحول، وإن شئت فسمه التناسخ، ولا سيما إذا انتهى بك إلى أن تكون دجاجة أو هرة، أو ثعباناً. . . أو. . . ببغاء مثلاً؟! ماذا يهمك أن تتحول بعد مليون سنة يا صديقي العزيز إلى ببغاء يهرف بما لا يعرف، ويزعم لجماعة الطير أنه لا موت ولا سكون، ولا فضاء