تقرر الأبحاث العلمية الأخيرة أن البصل والثوم وكل نبات قوي الرائحة من أفتل المواد للجراثيم، وأكثرها وقاية لجسم من الأمراض
تجاهل جميع الباحثين أمر البصل مئات السنين برغم أن فلاحي اسكتلندا اعتقدوا أنه يقضي على الزكام والبرد، وبرغم أن الأوربيين والمصريين علقوه على أبواب دورهم ليقيهم شر الحميات. ولفتت الظاهرة نظر الدكتور توكين وأتباعه الروسيين، فأجروا تجاربهم ووجدوا أن البصل والثوم وغيرهما من النباتات القوية الرائحة تحتوي على زيوت أساسية تقتل البكتريا والجراثيم، وبويضات بعض الحيوانات الصغيرة. فأطلقوا على هذه المادة القاتلة اسم (فيتونسيد). ولم يوقفوا بعد إلى معرفة تركيبها الكيماوي، وإن عرفوا أنها سريعة التبخر، فإن تعريض عجينة من الثوم أو البصل للهواء من ١٠ إلى ١٥ دقيقة يفقدها كل قدرتها على قتل الجراثيم والبكتريا، ولهذا كان من الضروري استعمالها عقب تحضيرها مباشرة
وتختلف الطريقة العلمية لاستعمال عجينة البصل عن طريقة جداتنا اختلافاً يسيراً. فبعد أن يدق البصل لا يوضع على الجرح، بل يوضع في وعاء من الزجاج بسعة الجرح، وعلى فوهته يوضع لوح ليتلقى بخاره لمدة عشر دقائق على فترتين كل منهما خمس دقائق. وتستمعل عجينة جديدة في كل فترة.
بدأ الأطباء الروسيون تجاربهم على ٢٥ مريضاً. ولكن قلة البصل عندهم اضطرتهم إلى قصر التجارب على ١١ مريضاً فقط. منهم ٧ بترت أذرعتهم، وواحد ساقه وثلاثة أقدامهم، واختير المصابون ممن ظهرت في جروحهم حالات التسمم والصديد؛ وكانت رائحة بعض الجروح منتنة، وأنسجة الأعضاء متورمة يصرخ أصحابها من الألم.
وعولج المصابون ببخار البصل فترتين متتاليتين كل منهما خمس دقائق. فتوردت كل الجروح بدل أن يطغى عليها اللون الرمادي. وأحس المرضى بآلامهم تزول. وفي المرة الثانية قلت كمية الصديد واختفت الرائحة النتنة. ومرت خمسة أيام بدأت فيها الأنسجة