للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[القصص]

كتاكيت العم طون!

في ملهاة لجي دي موباسان

كان كل من يسكن حول مدينة (تورنفنت) يحب العم أنطوني مجيل، طوني السمين، طوني العزيز، أو طون، كمانوا يسمونه عليه تحبباً!

وطون هذا، رجل سمين، منفوخ البطن، أشبه ببرميل نبيذ، منتفخ الأوداج، أحمر الوجه، غائر العينين، لا تستطيع أن تعرف طوله من عرضه، ولا عاليه من سافله!

وكان الناس يتساءلون في دهشة: كيف يستطيع الزبون أن يدلف إلى الحانة، والعم طون، قد وقف على بابها وسد الطريق؟!

كان يبيع الكونياك، وكان ينادي على بضاعته بصوت ناعم - هنا يا رجال، تجدون أحسن أنواع الكونياك!

وكال له زبائن يترددون على حانته، لا ليشربوا الكونياك فقط، ولكن ليستمعوا إلى نكات العم طون، ويأنسوا بظرفه، وخفة دمه، فالعم طون (ابن نكتة!) يستطيع أن يحمل حجارة القبر على الضحك!!

كان من عادته أن يجلس مع زبائنه، يلتفون هم في حوله، وبأيديهم أكواب الخمر، يشربون، ويضحكون، فإذا وجد أن أحدهم لا يضحك لنكتة ألقاها، لكزه في بطنه ليحمله على الضحك! كان يلقي نكاته، ويسخر من هذا وذاك ولكن من غير أن يؤذي أحداً، أو يجرح شعوره!

من أجل هذه الروح المرحة، أحب الناس العم طون. . . أحبوه حباً عظيماً، ووفدوا عليه من ضواح بعيدة ليستمتعوا بنكاته، وليشربوا عنده ما فيه القسمة من أكواب الكونياك التي كان العم طون يقطرها بنفسه!

وكثيراً ما كان يقف على باب حانته، يحي هذا، ويهتف لذاك قائلاً: مرحباً. . . مرحباً يا ولدي!

كان يدعو كل من يراه يا ولدي، ولكن الناس كانوا تسائلون في دهشة، لماذا لم يرزق العم طون أولاداً، وقد مضى على زواجه أكثر من ثلاثين عاماً؟!

<<  <  ج:
ص:  >  >>