سمَّيت سياسة الوطنية الاشتراكية المالية وآراءها الاقتصادية (عقيدة)؛ لأن الهتلرية لا تعتقد بالنظريات العلمية، ولا تعترف بالقواعد التجارية التي تسير عليها الدول الأخرى؛ بل تدين بعقائد ثابتة مكتوبة ونصوص تخضع لها ولا تحيد عنها: هي نصوص العنصرية والدم والأرض وهي المفتاح لكل حضارة أو مدنية في العالم، والتجارة والثروة من نتائج الحضارة البشرية، والحضارة البشرية هي المظهر الخارجي للعامل الداخلي الأساسي المختفي: الدماء
لذلك فاقتصاديات شعب مرتبطة بقوته وبسلامة العنصرية من الامتزاج بالدم الأجنبي الدخيل. والروح التي تكون في كل جسم، كما أنها في كل أمة، هي التي تغير اقتصاديات أمة وتكيفها حسبما تريد؛ لا الإنتاج كما هو مذهب كارل ماركس إذ يقول:(غيروا الإنتاج تغيروا البشر). ولا المادية كما عليه البلشفية وأصحاب المادة؛ والروح ليست من قبيل الأحلام أو الأفكار أو الاصطلاحات العلمية أو بالمعنى الذي ورد في فلسفة أفلاطون؛ بل هي حقيقة واقعة لا شك فيها، عاملها الدم لا التفكير البارد فقط
وبما أن لكل شعب روحية خاصة وعقلية تميزه عن عقليات الشعوب الأخرى، فاقتصاديات كل أمة ونظمها التجارية يجب أن تكون وفق نظمها وقواعدها السياسية والعقائد الاجتماعية والتاريخية وآرائها الثقافية العالمية. وعلى ذلك يجب أن نجعل القواعد الاقتصادية وأساليبها خاضعة لمصلحة جماعة الأمة لا أن نجعل الاقتصاد خاضعاً لنظريات وقواعد عالمية وأصول علمية وضعتها أدمغة العلماء بصورة مجردة نظرية لم تستند إلى قواعد العنصرية والظروف التي تحيط بكل أمة. فهي لذلك تضحك من كل علم يحاول وضع قواعد عامة مسلمة أو آراء أممية يجب السير عليها. وهي تفتخر بأنها ألغت نظريات العلم الشائعة اليوم واتخذت قواعد مكتوبة وفق آرائها وعقيدتها. وهي تحارب فكرة حرية التجارة وإلغاء الرسوم الكمركية ومبادئ (آدم سميث) و (ريكاردو) وجميع وهي بالجملة تقارب أصحاب فكرة حماية فكرتها، وتحذو حذو مذهب ال الذي يحاول أن يجعل الدولة المسيطرة على جميع اقتصاديات المملكة ومواردها التجارية