عادت الفرقة القومية إلى إتمام موسمها الثالث وقد افتتحته بتمثيل رواية (طيف الشباب) لمؤلفها الأديب الذائع الصيت مارسيل بانيول ترجمة الأستاذ احمد بدر خان
أرجئ الكلام عن موضوع هذه الرواية، لان ظاهرة غريبة ظهرت في الفرقة حملتني على الوقوف حيالها موقف الواجم المبهوت. وبيان الاستغراب في هذه الظاهرة أن الفرقة بشرتنا بأنها ستتحفنا بتمثيل اثنتي عشرة رواية في الفترة الباقية من الموسم وهي لا تزيد على الشهر الواحد إلا بضعة أيام فقط، وان أربعا من هذه الروايات وضعت وترجمت حديثاً، والثماني الروايات الباقية مثلت من قبل
للإدارة الفنية في الفرقة القومية الحرية في استعادة تمثيل الروايات الناجحة، ولكن ما بالك بالروايات الموضوعة التي سيعاد تمثيلها وهي التي بلغت من تفاهة المعنى وسخف المبنى، وهزال الفن مبلغاً حفز جميع النقاد المسرحيين بدون استثناء إلى إبداء استهجانهم لها وعدوا قبول الفرقة إياها لا يتفق وتقدير فن التمثيل، ولا يحقق الغرض الثقافي الذي رمت إليه وزارة المعارف من إنشاء الفرقة؟
ما هو السر يا ترى في عودة الفرقة إلى احتضان هذه الروايات وإحيائها من جديد؟ بل هو الباعث على جمع رمم روايتي (اليتيمة، وبناتنا سنة ١٩٣٧) وكان الواجب أن تبقى مدفونة في الرماد؟ أهو تحدي للنقاد وإهمال آرائهم ودراساتهم أم الاستهتار بالغاية الثقافية التي أسست الفرقة من اجلها؟
نحاول أن نجل الفرقة عن هذا التدهور، ونؤثر لها السلامة على التورط في الغمرات، ولكن الواقع صارخ لا سبيل إلى السكوت عنه
ليس الطريق إلى معرفة نجاح الرواية أو فشلها هي القروش التي يجمعها بائع التذاكر، أو حشر ردهة الأوبرا ومقاصيرها بمعارف هذا الممثل أو أصدقاء ذاك الموظف، ولا بالمقالات المأجورة التي تنشر كالإعلانات
لا، ليس السبيل إلى ذلك إلا بالاستماع إلى أقوال الناقدين والأخذ بالرأي الناضج