كنت أوثر الكلام عن رواية (طيف الشباب) لسببين: الأول أن المترجم متشبع بروح المؤلف، لم يجنح عن البساطة في الكلام الذي يعرب به عن الغاية من الفكرة الاساسية، ولم يطمس معالمها بالألفاظ المتقعرة النابية التي يتوسل بها فقراء الذهن عشاق التزمت
والسبب الثاني أن المترجم فنان سينمائي، يحسن الاختيار ويقدر ما هو صالح ونافع تقدير فنان خبير، يصطفى بعقل وتدبر الرواية التي تجمع بين المعنى والمبنى، والفكر والصيغة
كان يطيب لي أن أهيب بالفرقة أن توكل اختيار الروايات الغربية إلى أمثال الأستاذ احمد بدر خان وتترجم بسلاسة وبساطة كما ترجمها هو، وان أقول لها أشياء أخرى عن الروايات الموضوعة التي تتخبط فيها تخبط الضال في غابة كثيفة بليل مدلهم الظلام
ولكن مالي انصح الفرقة واهديها، ما فائدة الكلام في إدارتها ورجال لجانها، في ممثليها وممثلاتها؟ لم العناء في ذلك؟ بل ما الفائدة منه ما دامت تعمل وفق البداوات والنزوات؟ ولم لا أقول لها أنت خير الفرق التي ماتت وافضل الفرق السائرة في طريق الموت؟
حبيب الزحلاوي
كيف تكتب قصة الفلم؟
بقلم محمد علي ناصف
قصة الفلم: تعتبر قصة الفلم أهم النواحي الفنية فيه؛ فان من الميسور الآن أن تجد لأي فلم المخرج الذي يموله، والمدير الذي يتفهم ادارته، والممثل الذي يحسن تمثيله، ولكن ليس من السهل أن توفق إلى السيناريو الجيد الذي يبنى عليه عمل كل هؤلاء؛ ويقولون إن القصة الضعيفة تقتل النجم الكبير ومثل هذا القول لم يكن على هذه الدرجة في بدء صناعة السينما حيث كان الممثل هو أول وآخر من يحفل به؛ ولكن أهمية الكاتب أصبحت ملموسة بعد أن صار الفلم ناطقاً؛ وبعد أن ارتقت السينما وأخذت اتجاها أدبياً رفيعاً يظهر أثره يوماً بعد يوم
فمن نتائج الفلم الناطق انه أشرك الأذن مع العين في تذوق فائدة السينما؛ والإذن - علمياً - اشد انتقاداً من العين، لأنه من الجائز ألا تلمح عينك قبح وجه يخفيه طلاء متقن جميل، ولكنك لن تستطيع أن تحمل أذنك على الإعجاب بقول قبيح تستمعه في مناسبة جميلة