للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[جناية أحمد أمين على الأدب العربي]

للدكتور زكي مبارك

- ٥ -

رأينا أن نقف وقفة قصيرة نحادث فيها القراء قبل أن نأخذ في محاسبة الأستاذ أحمد أمين على الأغلاط التي وقعت في مقالاته السالفة وهو يحاول تزهيد الناس فيما ورثت اللغة العربية من ألفاظ الشعراء والخطباء

فماذا نريد أن نقول اليوم؟

نريد أن نؤرخ الظاهرة العقلية التي بدت شواهدها حين واجهْنا الجمهورَ بعيوب الطريقة التي يفكر بها الأستاذ أحمد أمين، فقد انقسم ذلك الجمهور إلى فريقين: فريق راضٍ، وفريق غضبان

والفريق الأول يستأهل اللوم قبل أن يستحق الثناء، لأن هذا الفريق يمثل جمهور المشتغلين بتدريس اللغة العربية؛ وهؤلاء قد ركنوا في الأعوام الأخيرة إلى التغاضي عن نقد ما يُكتب أو يقال في السخرية من ماضي اللغة العربية. وقد يكون لهذا التغاضي أسباب: فهم في كدح موصول بفضل ما يحمل المدرس من ثقال الأعباء؛ وهم قد رأوا المجادلات السياسية شغلت الناس عن المجادلات الأدبية؛ وهم قد سمعوا أن كلية الآداب صار إليها الأمر كله في توجيه التلاميذ والمعلمين إلى قواعد الدراسات الأدبية، فلا حرج عليهم إن انسحبوا من الميدان

تلك جملة الأسباب التي صرفت أساتذة اللغة العربية عن المشاركة في النقد الأدبي

فهل يعرفون أن سكوتهم هو الذي أطمع بعض الناس في أن يبغي ويستطيل؟

لو كانت كلية الآداب تعرف أن في مصر رقابة أدبية لما وقعت في المضحكات حين قررت أن تدرس لطلبة السنة الأولى أسلوب أحمد أمين وأن تمتحنهم في أسلوب أحمد أمين

ومن المحنة جاء الامتحان!

أحمد أمين له أسلوب؟

آمنت بالله!

ومن هم المدرسون الذين يدرسون لطلبة كلية الآداب ذلك الأسلوب (الأحمدي)؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>