(. . . أرجوكم أن تتكرموا. . . بشرح هذا الموضوع على صفحات الرسالة الغراء. . . وهو (المرأة سر غامض)
(. . . هي الجميلة وهي القبيحة، هي الجنة وهي الجحيم هي الخادعة الفاتنة وهي المخدوعة المفتونة، هي الكريمة المحسنة وهي الشريرة الظالمة، هي الضاحكة الباسمة وهي الباكية القاتمة هي الوفية المخلصة وهي الخائنة الغادرة. . . كل هذا وأكثر من هذا عند المرأة، وهو عندها في زمان واحد، وعندها في عقد واحد وقلب واحد. . . فهل لكم أن تتفضلوا بكشف الغطاء عن هذا السر العويص، وعن خفايا هذا القلب وهذا العقل الغامضين. . .)
(بيت المقدس)
داود العارودي
كتاب جاءني من الأديب صاحب التوقيع واكتفيت بما نشرته لأنه هو المقصود بالإجابة، ورأيت حقاً أنه موضوع قديم حديث لا يزال الآن، ولن يزال آخر الزمان، صار للعودة إليه وزيادة القول فيه
فالمرأة كما قال الأديب شتيت من النقائض والصفات. ولا غرابة عندي في ذلك، لأن الغرابة إنما هي في الصورة التي نتلقاها وليست في الحقيقة التي تلقى تلك الصورة على أبصارنا
فمن شاء عجب واستغرب، ومن شاء نظر إلى السبب فبطل عنده العجب، وعلم أن النقائض في الظواهر إنما تفضي إلى باطن لا تناقض فيه، لأنه مفهوم على الوجه الذي ننتهي إليه، وليس هو في منتهاه ببعيد
إذا عرف السبب بطل العجب كما قيل
وإنما نعرف السبب في تناقض المرأة كلما اقتربنا أولاً من التفاهم على الشخصية الإنسانية،