إن محطة الإذاعة وسيلة من وسائل التهذيب والترقي عند الأمم، ولكنها في مصر بوق تنفخ فيه فئة معينة من الناس. واقفة عند حدود بدائية من الفن والفكر. وأبين ما يتضح من هذه الحدود تلك الأغاني الخائرة (معنىً وموسيقى) التي تجأر بها حناجر المطربين فتتناقلها أفواه الناس في سائر الأقطار - صورة من الفن المصري والأدب المصري!
يا ضيعة الشعر والغناء في هذا البلد. . . هل يحسب المشرفون على أمر المحطة أن ما يختارونه ليذاع لا تردده إلا أركان مصر حتى يتساهلوا كل هذا التساهل في توخي الدقة والصلاحية فيما يذاع؟
إن البلدان العربية تعني بالاستماع إلى الإذاعة المصرية فيجب أن نعطيها أمثلة صادقة عن الشعر والغناء في مصر، ولكن المحطة - سامحها الله - تسرف في تنكب الصراط المستقيم ولا يقع اختيارها إلا على الأزجال الرخيصة، والموسيقي المتهالكة، والمطرب الناشئ المضطرب
إن الغناء والشعر غذاء الأرواح في كل بلاد الله. فماذا يمنع محطة الإذاعة أن تقدم شعراً طيباً فيه قوة الشباب وعفاف الهوى العذري بدلاًٍ مما نسمع من لغة ركيكة ومعان مبتذلة ولدينا - والحمد الله - شعراء موهوبون لهم من القصائد ما يبهر القلب، وما لو تغني به المغني الموهوب لأعطى المستمع فكرة سليمة عن الشعر والفن والغناء. ماذا يمنعها؟! أحد أمرين: إما أن المشرفين عليها جهلة، وهذا ما لا نعتقد. وإما أنها المحسوبية العمياء التي تسد الطريق إلى الحق والصواب. نرجو الله أن يوفق أولي أمر هذه المحطة إلى ما فيه الخير
صالات الرقص
إن جبين الحر ليندي خزياً كلما استعرض صالات الرقص في هذه الأيام السود
أي مصر! يا بلد الإسلام والمسلمين! كيف يسمح القوم أن تدار في رحابك المواخير علناً باسم الحرية؟! وكيف يرفع المصري وجهه وقد وصمه العار بأبشع ما يوصم به الرجل الشريف؟ لقد آن لنا أن نحارب هذه المباءات المتناثرة في أحضان القاهرة، فنأتي على ما