للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رسَالة العِلم

من أمراء العلم

ماكسويل

للأستاذ قدري حافظ طوقان

أليس عجيباً أن يستنبط العالم بعض النظريات عن طريق الأرقام والمعادلات الرياضية؟ أليس مدهشاً أن تتنبأ المعادلات عن بعض الأجرام السماوية قبل أن يراها الفلكيون بالرصد؟

لقد رأى فراداي بعين البصيرة النافذة أن هناك صلة بين الضوء والاهتزازات الكهربائية المغناطيسية في الأثير، ولكنه لم يثبت ذلك عملياً. وجاء ماكسويل وأتى بالعجب العجاب، إذ لجأ إلى الرياضيات في حل هذه المعضلة: هل هناك صلة بين الضوء والاهتزازات الكهربائية المغناطيسية؟

وكانت محاولة، ولكنها موفقة، وانتصار عظيم للعلوم الطبيعية والرياضية. فلقد ابتدع معادلات أثبت بها أن في الفضاء اضطرابات كهربائية مغناطيسية تتصف بصفات الضوء، أي أن الاضطرابات الناشئة من شرارة كهربائية تبدو في مظهر أمواج في الأثير لا نراها، ولكنها كالأمواج التي تحدث الضوء والحرارة، وتسير جميعها بسرعة الضوء وقدرها ١٨٦٠٠٠ ميل في الثانية! فهو بذلك قد وضع أساس الفنون اللاسلكية التي نراها متغلغلة في العمران ومنتشرة في كل مكان.

كانت معادلات ماكسويل من أعظم الأعمال العلمية التي قام بها عالم، فقد رفعته إلى مصاف العلماء العالميين الذين أدوا للحضارة أجل الخدمات التي قامت عليها الاختراعات العديدة والاكتشافات المختلفة التي تفرعت عن بحوث اللاسلكي.

رأى بعض العلماء أن هناك اضطراباً في فلك أورانوس، وقالوا بوجود قوة تقصيه عن الطريق التي تحددها الحسابات والأرصاد، وأن هذه القوة ليست إلا نتيجة لجذب كوكب غير معروف. وقام الفلكيان (أدمس) الإنكليزي و (الفريه) الفرنسي حوالي منتصف القرن

<<  <  ج:
ص:  >  >>