خطر لي قبل عامين، أن أجمع في (مقالات سنوية)، أسماء ما يتاح لي الوقوف عليه من مؤلفات العرب الأقدمين، وذلك مما تنشره المطابع في بحر سنة كاملة، وأن أواصل هذا العمل، سنة بعد أخرى ليتكوّن من مجموع تلك المقالات كشفٌ واسع يفيد مُحِبي الكتب ومُرّاجعيها، ويِقفُهم على ما يُنشرُ منها بين الحين والحين.
وكان بدءُ العمل في السنة الماضية، فنشرت في هذه المجلة فصلاً جمعت ما تيسر لي الوقوف عليه حينذاك من مطبوعات سنة ١٩٣٩. وهأنذا أورد في المقال الحالي ما أمكنني الإطلاع عليه من المصنفات القديمة التي شاءت يد الدهر أن تبقي عليها وتصونها من الضياع!
وقد أَبنتُ في مقال العام الماضي صعوبة الوقوف على كل ما ينشر من تراث الأقدمين وحصره حصراً تاماً! فبعض المطابع في إيران والهند والمغرب وأغلب الأقطار الأوربية لا يمكن الاتصال بها إلا بمشقة وجهد كبيرين. ولقد ازداد الأمر وعورة عن قبل بما ولدته هذه الحرب الجائحة من مشاكل ومعضلات، أدت فيما أدت إلى ركود في حركة النشر، وفتور في سير المواصلات. ومن ثمَّة كان استقصاء جميع ما تنشره المطابع من هذه الكتب أمراً صعباً إن لم نقل متعذراً في بعض الأحوال!
ومع ذلك كله، فقد وقفت على جملة حسنة من تلك المؤلفات ناهزت الأربعين أذكرها فيما يلي بحسب تسلسل عنواناتها، مع الإشارة إلى سنيّ وفيات مؤلفيها، ومحل طبعها، وعدد صحائفها ما أمكن. وأحياناً أُضيف إلى ذلك إشاراتٍ وتوضيحات قد أراها ضرورية في مثل ذلك المقام.
يلاحظ القارئ أنني ذكرت بين هذه المطبوعات ما هو بالحقيقة لمؤلفين معاصرين، وإنما آثرت ذلك، لأن هذه المصنفات طبعت بعد وفيات أصحابها، فاعتبرتها مؤلفات قديمة.