قال لسان الدين بن الخطيب: رأت زوجة المعتمد بن عباد الرميكية الملقبة ب (اعتماد) ذات يوم بأشبيلية، نساء البادية يبعن اللبن في القرب، وهن رافعات عن سوقهن في الطين. فقالت له: يا سيدي، أشتهي أن أفعل أنا وجواري مثل هؤلاء النساء
فأمر المعتمد بالعنبر والمسك والكافور وماء الورد وصير الجميع طيناً في القصر، وجعل لها قرباً وحبالاً من أبريسم، وخرجت هي وجواريها تخوض في ذلك الطين. ولما خلع، وكانت تتكلم معه مرة، جرى بينهما ما يجري بين الزوجين فقالت له: والله ما رأيت منك خيراً قط، فقال لها: ولا يوم الطين. . .؟ تذكيراً لها بهذا اليوم الذي أباد فيه من الأموال مالا يعلمه إلا الله، فاستحيت وسكتت
٥٢٣ - فهات شرابك العطر العجيبا
في (شرح الكبير للشريشي): كان أبو محمد البصري تاب وحج، فلما قفل راجعاً بدا له في شرب الخمر فقال:
ألا يا هندُ، قد قضَّيتُ حجَّي ... فهاتِ شرابَكِ العَطِرَ العجيبا
فقد ذهبت ذنوبي بالليالي ... فقومي الآن نقترف الذنوبا. . .
٥٢٤ - قإن الحد قد جاوز الحدا. . .
في (شذرات الذهب) لابن العماد الحنبلي في سنة (٦٦٧) أمر السلطان (الظاهر بيبرس) بإراقة الخمور وتبطيل المفسدات والخواطئ بالديار المصرية، وكتب بذلك إلى جميع بلاده، وأمسك كاتباً يقال له: ابن الكازروني وهو سكران، فصلبه، وفي عنقه جرة الخمر! فقال الحكيم ابن دانيال:
وقد كان حدُّ السكر من قبل صلبه ... خفيف الأذى إذ كان في شرعنا جَلْدا
فلما بدا المصلوبً قلتُ لصاحبي: ... ألاُ تبْ؛ فإن (الحدَّ) قد جاوز الحد!!