(يا ابنة الله)(ويا عين الله) تعبيران وردا في مناجاة الأستاذ الراعي للشمس في العدد ٨٤٠ من الرسالة. . . وإذا كان لي أن أعقب بكلمة لذينك التعبيرين من الرائعين فإنما الدافع لذلك كلمتان للأستاذين الفاضلين دسوقي حنفي وثروة أباظة. . في الأول سؤال للتبيين. فصاحبها يطلب ما غمض عليه وأعجم من التعبير خدمة للحقيقة والأدب كما يقول. وفي الثانية استنكار لهذا التبيين (بعد أن أوضحه الأستاذ الراعي في العدد ٨٤٧ من الرسالة) فصاحبها هو الأستاذ ثروة يقول: قلم شط في التعبير وكان الله غفوراً رحيماً. . . ويسترسل في استنكاره مستغفراً ربه لهذه اللغة طالباً منه الهداية والتوبة والرحمة. . . ويبدو لي من ثنايا كلمته أنه أراد أن يتوكأ على هيكل التفسير للأستاذ الراعي ليتسنى له الأصل الممثل في التعبيرين السالفين. مهما يكن الأمر غير ذلك فقد يكون الأستاذ ثروة محقاً فيما يذهب إليه ويستنكره إلى حد ما إذا نظرنا إلى الأمر من زاوية واحدة ونعني بها المنطقية في متناولها السهل القريب التي تعتمد بها على المألوف وحده. ولو حومنا طويلاً وبذلنا المجهود في التعبير وأعملنا الفكر والخيال إن أردنا التحليق في أفق المعنى البعيد فيستبان ما لم يكن ليدركه العقل إذا أقتصر على أفقه المحدود للحكم الأول على الأشياء لما همّ بنا العجب إذ اتأدّت لنا (يا ابنة الله) - وهي موضع الخلف مع زميلتها الأخرى - أو بمعنى يا نفحة من الله ويا شعاعاً من عظمته وآية من قدرته وعملً من معجزاته واستخراج ذهن إلهيّ جبار. . . ألسنا نعبر عن إنتاج الأديب والفنان بقولنا (هذا من بنات أفكاره؟) فلا تعني سوى المبتكر المستخرج من مصنع الفكر ومستودع الذهن ومنبع الإلهام. . فما أقمن الشمس أن تكون من بنات الله المصنوعة المخلوقة من قدرته وإرادته. جل شأنه في الخلق والإبداع والتكوين. . ففي هذا المجال الممرع الفسيح يسهل التعليق ويلين التبيين وينظق المستغلق. . . وإذا قلنا إن الله واحد لم يلد ولم يولد كما عبر الأستاذ ثروت فالمعنى بعيد عما نحن بسبيله. ويكفي أن تفهم ما يعنيه الكاتب ويهدف إليه وإذ ذاك يبطل العجب. أما أن الشمس عين الله في المعنى الآخر فلست أقول في مجال التعليل واستنهاض المجاز إلا أنها عين الحقيقة. والحقيقة هي الله. وكذا يقولون ولك ما تشاء بعد ذلك من تمحيص وتحليل