للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[في معبد الشاعر المصري]

للأستاذ إبراهيم صبري

مترجمة بقلم الأستاذ عثمان علي عسل

إبراهيم صبري شاعر موهوب من شعراء اللغة التركية، وهو يعيش في مصر في غربة متصلة أكثر من عشرين عاماً، يعيش في داخله لا أنيس له إلا شيطان شعره. شاعر يترنم أو ينوح لنفسه. شعلة تتوهج لا يراها إلا الظلام الدامس، يا للعجب!

ثم انتقل الشاعر إلى جو جديد من الشعر بين صحابة يعيشون في بلادهم في غربة كغربته. استمع الشاعر التركي إلى أنين الشعر العربي الذي تناثر في جو (المعبد)، وأصغى إلى الترنم الحزين الذي اشتركت في إيقاعه نفوس تحن في غربتها، وتلقف روح الآلام العربية فعانقها بشوق وصبابة

احترقت النفوس في نار الغربة المستعرة، وحول دخانها العطري طافت أشباح الصحابة: (الشاعر محمود حسن إسماعيل الذي تهدي إليه هذه القصيدة، ويحيى. . . وسعيد. . .، وعبد السلام. . .، وعبد الرحيم. .، والشاعر التركي إبراهيم صبري، ومحمود. . . وعثمان. . .). وفي معبد الغربة المحترقة أقيمت شعائر الألم المتوهج، والأحزان المنصرمة، وانبعثت روح العطر تتصاعد من نار غريبة متأججة، ومن هذا الجو المشتعل قبس الشاعر التركي لأشعاره ناراً خالدة أضاء بها زاوية من المعبد قد نامت فيها ساعة من الزمن فرت إليه من جنة الخلد.

(عثمان)

ذات يوم حوم الشيطان شعري في جو حياتي، وحدثني حديثاً من الشعر، قال:

(لقد اتخذت من أودية الحقيقة مسكناً وبقيت فيها إلى الآن، فليكن هدف جناحك الذي يسف بك إلى الأرض جواً جديداً متعالياً. ولا ريب أن السموات الحرة لا تشبه منفاك الضيق، فليرافقني يراعك محلقاً في سماء الخيال، ليطلع على المعنى الخفي في (ديوان) الفلك، فيكتب أشعاراً اسطورية

دع عنك هذه الأفكار التي صورت بها هذه الأرض البالية، وليكن لون أشعارك من لون

<<  <  ج:
ص:  >  >>