للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[أوراق مبعثرة]

من ظلال الهوى

(مهداة إلى الدكتور زكي مبارك)

للأستاذ صلاح الدين المنجد

. . . قلت لها ونحن نمشي على رَوْدٍ بين الكروم: (ماذا تريدين يا نشْوى. . . وماذا تودين؟ أتريدين ثوباً مذهباً يلمع، أم طيباً ناعشاً يسطع، أم تودين سماع الأقاصيص الناعمة التي ترقص لها البطولة، ويغني في ثناياها الحب. . . أم يهفو قلبك إلى أحاديث الغزل، وتتلمظ شفتاك لخمر القبل. . .؟)

قالت: (لا. . . ولكني أريد فتى يكون لي وحدي؛ يموج قلبه بحبي، وتصفقُ روحه لجمالي. . . ولا يرى في الوجود سواي

ما نفعُ الثوبِ اللامع إذا كان الحبيب الذي يراه لا يسكر لمرآه. . .

وما غناءُ الأقاصيص والأحاديث إذا كان القلب الذي ينظمها لا يتدفق بالحنين ولا يغني للحياة. . .

نعم متى جاء الحبيبُ. . . جاء كل شيء. . .!

ثم انعطفت تقطف أوراق كرمة نعسى. . . فقلت لها:

ألستُ فتاك الذي تودين. . .؟

قالت: لا. . .

قلت: بلى. . . أنت تحبينني يا نشوى. . . اذكري الدمعَ الذي ذرفته من أجلي، إذ مستني الحمى فأصبحت ساهماً واجماً. . . واذكري الفرحَ الذي يطل من نظراتك، ويلهبُ أعطافكِ وقسماتك إذا ما لقيتني. لا تنكري يا نشوى. . . أرأيت تهيامي بكِ وتحناني إليك فجئت تدلين وتعبثين. . .؟ أرودي في مشيتك. . . وتعالي إلى أحضان هذه الأعشاب، أسمعك النشيد الذي نظمته أصيل الأمس.

فقفزت فوق كرمة متراخية، وارتمت بين أوراقها، وجلست أنا أمامها، وأنشدتها قصيدتي التي أولها:

<<  <  ج:
ص:  >  >>