. . . قلت لها ونحن نمشي على رَوْدٍ بين الكروم:(ماذا تريدين يا نشْوى. . . وماذا تودين؟ أتريدين ثوباً مذهباً يلمع، أم طيباً ناعشاً يسطع، أم تودين سماع الأقاصيص الناعمة التي ترقص لها البطولة، ويغني في ثناياها الحب. . . أم يهفو قلبك إلى أحاديث الغزل، وتتلمظ شفتاك لخمر القبل. . .؟)
قالت: (لا. . . ولكني أريد فتى يكون لي وحدي؛ يموج قلبه بحبي، وتصفقُ روحه لجمالي. . . ولا يرى في الوجود سواي
ما نفعُ الثوبِ اللامع إذا كان الحبيب الذي يراه لا يسكر لمرآه. . .
وما غناءُ الأقاصيص والأحاديث إذا كان القلب الذي ينظمها لا يتدفق بالحنين ولا يغني للحياة. . .
نعم متى جاء الحبيبُ. . . جاء كل شيء. . .!
ثم انعطفت تقطف أوراق كرمة نعسى. . . فقلت لها:
ألستُ فتاك الذي تودين. . .؟
قالت: لا. . .
قلت: بلى. . . أنت تحبينني يا نشوى. . . اذكري الدمعَ الذي ذرفته من أجلي، إذ مستني الحمى فأصبحت ساهماً واجماً. . . واذكري الفرحَ الذي يطل من نظراتك، ويلهبُ أعطافكِ وقسماتك إذا ما لقيتني. لا تنكري يا نشوى. . . أرأيت تهيامي بكِ وتحناني إليك فجئت تدلين وتعبثين. . .؟ أرودي في مشيتك. . . وتعالي إلى أحضان هذه الأعشاب، أسمعك النشيد الذي نظمته أصيل الأمس.
فقفزت فوق كرمة متراخية، وارتمت بين أوراقها، وجلست أنا أمامها، وأنشدتها قصيدتي التي أولها: