كان الأستاذ عادل حمزة بدير من المحامين المعروفين في دمشق وكيلاً لجماعة من يهود فلسطين في قضية مهمة في محكمة الاستئناف في دمشق موضوعها ملكية قرية على حدود سورية له منها فائدة ومنفعة وأجر كبير، فلما قُررت مقاطعة الصهيونية، رأى أنه لم يعد يجوز له السير في القضية، فكتب إلى موكليه أنه قد عزل نفسه من الوكالة تنفيذاً لقرار الجامعة العربية وأبلغهم وجوب حضورهم بأنفسهم المحاكمة، أو توكيل غيره، وأنه مُرجع إليهم الأجر المقدم الذي دفعوه له.
أخبرني بذلك، فرأيت فيه مأثرة تستحق أن تنشر في الرسالة مجلة العرب، وقدوة صالحة يقتدي بها، فأنا أنشرها وأبعث إليه بإعجابي وإكباري.
علي الطنطاوي
زرقة العين يمن:
نقل الأستاذ العلامة النشاشيبي (في عدد الرسالة ٦٥٥) قول الزمخشري: (إن الزرقة أبغض شيء من ألوان العيون إلى العرب. . .).
والحافظ السخاوي والمحدث العجلوني يقولان: زرقة العين يمن، ذكره في الجامع الصغير عن أبي هريرة بلفظ: الزرقة في العين يمن، قال المناوي: أي بركة. . . قال الشاعر:
وما عليك أن تكون أزرقاً ... إذا تولى عقد شيء أوثقا
كما في (كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس للعجلوني) والمقاصد الحسنة للسخاوي
محمد شفيق
١ - النفاق في الأدب:
النفاق في الأدب يجري على سنن النفاق الاجتماعي سواء بسواء، فكما أن الناس أسرفوا في مجاملاتهم الكلامية الكاذبة، أسرف الأدباء في مراعاة التجمل، ولجئوا إلى الكناية