بمناسبة أسبوعه الذي سيقام في (لاهور) آخر هذا الشهر
احتفالاً بذكراه
ترجمة الدكتور السيد محمد يوسف
كلمة المترجم
لا يزال العالم مسرحاً للنزاع بين الحق والباطل ولئن كانت كفة الحق رجحت في فترات من التاريخ ولا سيما إبان ظهور الإسلام ففي عصرنا هذا نرى الدنيا تعاني نظاماً إبليسياً يقوم على أساس استعباد الإنسان للإنسان. ومما يدعم هذا النظام أن الدين لم يعد يلعب دوراً إيجابياً في الحياة البشرية مع أنه بقى منه عناصر شتى في صورة مشوهة ممسوخة تعمل عمل الأفيون في تنويم الطبقات المهضومة الحقوق، مثل الاعتقاد بقضاء الله وقدره، ولكن أصبح من المقرر أخيراً أن الإنسانية متبرمة من هذا النظام وربما ظهرت هناك تيارات في الفكر واتجاهات في العمل تدل على أن الإنسان قد بدأ يتفقد نوع النظام الذي يكفل له ما يعوزه تحت النظام الحاضر، فتارة تسمع الأصوات تعلو مدوية ب (الحكم للأمة) وتارة أخرى نرى الناس يعجبون بتعاليم ماركس، ويهرعون إلى مبادئ الشيوعية التي كانت الفاشستية تعد قوتها لمناوئتها والقضاء عليها حين نظم الدكتور إقبال أبياته للترجمة فيما بعد في سنة ١٩٣٦ - نعم نلاحظ جميع هذه التيارات المتضاربة فيخل إلينا أن النظام الإبليسي قد صار على وشك الانهيار وأن فجر السعادة سينبلج عن قريب. ولا غرو إذا غرو إذا أستدعى هذا الحال عقد جلسة هامة لمجلس الشورى لإبليس يوم كانت بوادر الحرب الماضية قد لاحت في الأفق لكل ذي بصيرة وخبرة. وها هو ذا الشاعر يطلعنا على ما جرى في تلك الجلسة بين إبليس ومستشاريه. والآن بعد أن اشتعلت الحرب العالمية ثم وضعت أوزارها، وفرعت الشعوب المختلفة من وضع القائمة لربحها وخسارتها - الآن نحن في موقف يسهل علينا فيه أن نحكم على حسن تدبير إبليس أو بعبارة أخرى صدق تبؤ الدكتور إقبال وبعد نظرة فيما صرح به من أن جميع الحركات الإصلاحية