للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الكتب]

قلب غانية وقصص أخرى

تأليف الأستاذ محمود تميور

للأديب محمد فهمي عبد اللطيف

للقصة اليوم في الأدب العالمي خطر كبير، ومكانة معتبرة، فهي في الأمة مظهر رقيها الأدبي، وتقدمها الفكري، وهي وسيلة للكاتب يضمنها ما يريد من إبداء فكرة ناضجة، أو شرح ظاهرة اجتماعية، أو تحليل شخصية غريبة، أو توضيح عاطفة نبيلة، حتى قضايا التاريخ، ومسائل العلم، ومشاكل السياسة، كلها قد أصبحت تؤدي بالقصص، وتروي بالحكاية. ولعل من المعلوم أن القصة بمعناها الفني الدقيق لون جديد في الأدب العربي كان في طليعة المضطلعين بأعبائه المرحوم محمد تيمور الكاتب المسرحي مؤلف (الهاوية) و (العصفور في القفص) و (عبد الستار أفندي) وغيرها من القصص التي نسج بردها بأسلوب نازل، وأخرجها في لغة عامية مهلهلة، بحجة أنها أقرب إلى عقل الشعب، وأنفذ إلى قلبه، فكان في صنيعه هذا إرضاء للفن بالموضوع والفكرة وخذلان في الأداء واللغة. فلما استأثرت به المنية - عليه رضوان الله - قام من بعده سيد آخر هو الأستاذ محمود تيمور، فحاول أن يكون نبوغه جماع ما كان لأخيه من الروح الفنية، وما كان في نفس والده من النعرة العربية، فصار يكتب القصة بأسلوب مبين ابتعد فيه عن الجفوة والخشونة، وارتفع به عن السقط والابتذال، وكأني به قد ألفى نفسه وحيداً في الميدان، واستشعر عظم الأمانة الملقاة على عاتقه، فأخذ يسد الفراغ بكلتا يديه، وراح يعمل في نشاط وتوثب، مرهفاً العقل والحس، حتى أخرج للناس وللفن جملة طيبة من القصص الممتع، نشر جلها في الصحف وطبع منها نحو ثماني مجموعات آخرها هذه المجموعة التي بين أيدينا (قلب غانية وقصص أخرى) وهي موضع النظر، ومدار الحديث. . .

ثماني قصص أو قل ثمان قطع فنية هي التي تشتمل عليها هذه المجموعة مقدمة بكلمة المؤلف عن حافظ القصصي في يوم ذكراه. وقصص الكتاب تختلف طولا وقصراً، فأطولها (قلب غانية) التي وقعت في صدر الكتاب، وأقصرها قصة (أم) التي جاءت في ختامه، ثم

<<  <  ج:
ص:  >  >>