للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[حجة تاريخية]

للدكتور جواد علي

نعم حجة تاريخية من تلك الحجج التي يتذرع بها المدعون ولكنها من أوهى ما عرفه المؤرخون فلسطين وطن العبرانيين! فيها نشا هذا الشعب واليها يريد العودة بعد هجرة طويلة تزيد على عشرين قرنا. يريد أن يستردها وان يكون فيها ثقافة يهودية ووطنا يجمع شمل يهود العالم.

لا اعتقد أن رجلا صاحب منطق يجازف بشخصيته فيقول مثل هذا القول؛ لان نبش الماضي السحيق والحكم عليه معناه تغيير خارطة العالم وتوزيع الأراضي على شكل جديد ولو أخذنا بهذا المبدأ لوجب علينا رد دعوى الصهيونية مقدما لأن الأرض التي يقال لها عند اليهود (أرز إسرائيل) أي (ارض إسرائيل) لم تكن ارض إسرائيل بل كانت (ارض الكنعانيين) و (ارض الفلسطينيين) قبل أن يتبرع متعصبو التوراة بمنح هذه الأرض إلى الإسرائيليين باسم (إله إسرائيل) وقبل أن تعرف عند العبرانيين المتأخرين باسم (ارض الميعاد)

وكلمة (فلسطين) نفسها حجة قوية تطعن مزاعم الصهيونيين في الصميم وترد دعواهم لأنها تشير إلى نسبة الأرض إلى شعب قديم كان يسكن في هذا الموضع قبل مجيء العبرانيين وكان يقال له (الفلسطينيون) وقد عرفت الأرض التي كانوا يقيمون بها والتي هي السهل الساحلي في الأغلب في التوارة باسم (فلسطيا) نسبة إلى هذا الشعب ثم أطلقت على كل الأراضي التي أقام بها الإسرائيليون فيما بعد.

وقد ذكرت فلسطين في النصوص العبرانية بلفظة بلشتيم و (بلشتيم) وقيل (لفلسطية) وهي المنطقة التي كان يقيم فيها (الفلسطينون) (بليشيت) وقيل للفلسطنيين (بلشتي) وتقابلها في النصوص المصرية

وولا بد أن تكون للفلسطينيين قوة وشكيمة دفعت اليهود إلى تسمية (أرز كنعان) أي (ارض كنعان) كما كانت تعرف في الأسفار الأولى للتوراة باسم (فلسطين) حتى تغلبت على كلمة (أرز إسرائيل) أي ارض إسرائيل. والأرض الموعودة وقد أطلقها الكتاب باليهود المتأخرون الذين دونوا الأسفار المتأخرة فشاعت بين الشعوب الأخرى منذ ذلك الحين. وقد

<<  <  ج:
ص:  >  >>