[إلى الرجال والنساء]
الغرام السوقي. . .
للشاعر الأستاذ محمد الأسمر
هذه القصيدة تصف ناحية من النواحي الاجتماعية التي إذا تركت وشأنها انقلبت وباء، وأودت بسعادة الأسر رجالاً ونساء وأطفالا. وهل هناك أشد خطراً على سعادة الأسرة من أن يقع الزوج في حبائل خادعة له تصرفه عن زوجته وأولاده، أو تقع الزوجة في حبائل خادع لها يصرفها عن زوجها وأولادها. إن غراماً ينشأ بين زوج وأخرى غير زوجته، أو بين زوجة وآخر غير زوجها غرام سوقي قائم على الحب الزائف لا على الحب الذي يجلب السعادة للمحبين، خصوصاً إذا كانت بطلة هذا الغرام إحدى بنات الليالي المعروفات بالأرتستات، وقد تناول الشاعر في قصيدته تلك هذه الناحية الاجتماعية وبعض ما يتشعب منها. وجعل إهداءها إلى صديقه الأستاذ كامل الشناوي:
لا يُلهينَّك تغريدُ العصافيرُ ... وناعم الريش عن نَقْر المناقيرِ
وأحذرْ من القطة الملساء إن لها ... أنيابها، ولها خدش الأظافير
ورُبَّ حسناء أمسى بعض ما صنعتْ ... بالناس وهو أحاديث الجماهير
فاحذر غوانيّ إن صدَّتْ وإن وصلت ... فهنَّ أشبه شيءٍ بالمناشير
يُصبِينَ حتى أخا سبعينَ ليس له ... صباً فتسخو يداه بالدنانير
هُنَّ التواجرُ في كل الأمور فما ... يسقطن إلا على القوم المياسير
وهنَّ حولَ الذي يُلقي بلقمته ... شواخص الطرف أشباه السنانير
حتى إذا نَضبتْ يوماً موائده ... بحثن عن غيرها بحث المساعير
فاحذر شوارد منها لا رقيب لها ... ولا تَغُّرَّنك رباتُ المقاصير
كم من قصور حَوَتْ أركانُها دنساً ... تَعجَّبت منه أركان المواخير
تلك الغواني غواني السوق ليس لها ... خِلٌّ ولو كان وهَّابَ القناطير
وما شكرن يداً أسدت لهن يداً ... بل هن في الأخذ أشباه الأعاصير
يبيت في أسرهنَّ المرءُ مبتسماً ... يخدعَنَّهُ فهو وضاح الأسارير
فيا عجيباً تراه وهو مغتبطٌ ... ولو درى لرأى سُخرَ المقادير