للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

هذا وكم من رجال أدنياَء لهمْ ... إن صادَفوا غِرَّةً فتكُ المغاوير

وإن أحاطوا بسرٍ ليس يعرفه ... سواهُم أعلنوه بالمزامير

ومنهُم معشرُ أعداءُ أمتهم ... لهم غرام بأعراض المشاهير

مُبالغون، وقد تلقاهم وضعوا ... ما يأفكون به وضع الأساطير

يا ويحَ من أعرضوا عن بحث أنفسهم ... ويبحثون سواهمْ بالمناظير

لو أن كل امرئ يمنى بحالته ... لم يمشِ قومٌ لقومٍ بالأخابير

ومن تأمل يوماً ما صحيفتهُ ... الهاه ذلك عن فحص الأضابير

يا لهف نفسي على (الزوجات) ضيَّعها ... من الرجال بعولُ كالطراطير

تخْفى الحقائق عنهم وهي واضحة ... فينظرون إليها كالسمادير

ولا يثورون بركاناً له حَممٌ ... لكن يثورون أشباه القراقير

كيف اطمأنوا فناموا عن حدائقهم ... : سرى اللصوص فما نوم النواطير؟!

وكل بستان وردٍ نام صاحبه ... عن حفظه فهو منهوب الأزاهير

ولهفَ نفسي على (زوج) تُدَنِّسهُ ... قرينةٌ زوجُها زوجُ الفوازير

من الغوامض، لا رملُ يُبينَّها ... ولا شيوخ قعود بالطوامير

من اللواتي إذا ما ريبةٌ عرضت ... فهُنَّ ما هنَّ في خلق المعاذير!

فيا لها من ظلام غير منكشف ... يلوح كالصبح وضّاح التباشير

الله للناس، عمَّ الشرُّ وامتلأت ... أسواقه بالأباليس المناكير

فاحذر، وحذر، وأصلح ما استطعت ولا ... تبغ الفساد، ورفقاً بالقوارير

<<  <  ج:
ص:  >  >>