كتب إلي أكثر من مستفهم يسألون عن (السنوية التاجورية) التي أشرت إليها في تحيتي إلى تاجور إليها في تحيتي إلى تاجور من مقال بالرسالة قلت فيه: (خطر لنا أن نرجع إلى السنوية التاجورية لنستخرج الفأل مما كتب فيها من أقوال تاجور بازاء اليوم التاسع والعشرين من شهر سبتمبر، ولكل يوم من أيام هذه السنوية كلمة أو بيت أو خاطرة من مأثورات الشاعر العظيم. . .)
وهم يطالبون بياناً عن هذه السنوية، هل هي من صنع الشاعر؟ وهل للشعراء والأدباء المشهورين غير تاجور سنويات على هذه الوتيرة؟ وهل تتجدد في كل سنة أو تصدر في سنة واحدة، ثم تتكرر على نمط واحد؟ إلى أشباه ذلك من أسئلة وتعقيبات
وسنويات الأدباء والشعراء هي نوع من السنويات الكثيرة التي أفتن فيها الطابعون والناشرون في الأمم الغربية
فهناك سنويات لمحبي الأزهار ينشرونها للفن والجمال، أو ينشرونها للعلم والخبرة العملية. فما كان منها للفن والجمال زخرفوه بنقوش الأزهار الملونة ونثروا خلالها شذرات من أقوال الأدباء والشعراء في الرياض والرياحين، وجعلوا بعض حروفها البارزة على مثال الورود والأوراق، وجملوها بما استطاعوا من جمال الشعر والتصوير. وما كان منها للعلم والخبرة العملية رتبوا فيه مواسم الغرس والنقل وبثوا فيه الوصايا والنصائح عن السقاية والتظليل أو التعريض للنور مما له نفع في إنماء النبات وإنماء النبات وإنماء الزهر على الخصوص
وهناك سنويات لمحبي الكتب يذكرون فيها المعلومات المتفرقة عن المكتبات التاريخية والكتب النادرة ونشأة الكتاب في أطواره المتعاقبة، وقوانين الطبع والنشر وحقوق المؤلفين والمترجمين وما إلى ذلك من الحقائق والأنباء التي يعنى بها الكتاب والقراء، وقد يصدرون السنوية بمقدمة نفيسة تختلف كما تختلف المعلومات الأخرى عاماً بعد عام
وهكذا السنويات التي ينشرونها لمحبي العصافير أو محبي الرحلات أو محبي الصيد أو محبي الرياضة وما إلى ذلك من ضروب اللهو والمتع النفسية والذوقية. فمن جمعها عنده