للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[القصص]

العش الخالي

عن الإنكليزية

انتهى يوم العرس وسافرت آخر بنت كانت في الأسرة مع عريسها الجديد، وذهب آخر فريق من المدعوين وهم يضحكون ويمرحون فرحا بالعرس، وأصبح المنزل هادئاً هدوءا فوق العادة كأنه خال. فالأب والأم وحدهما في منزلهما الكبير، وكان كل منهما يتجنب النزر إلى وجه الآخر وينظر إلى الموائد التي عليها بقايا الوليمة، فمن زجاجات الشمبانيا إلى أطباق الفاكهة فأنواع الحلوى المختلفة.

وقال الزوج لزوجته: (أليس بالمنزل غرفة لم يدخلها هؤلاء الضيوف؟) فقالت: (غرفة مكتبك).

قال: (تعالي نذهب إليها) ثم نظر إلى الساعة وقال: جاء وقت العشاء فلنبدل ثيابنا للمائدة).

قم أبدل وإياها ثيابهما، وتذكر وهو خجلان أنه منذ سنوات كان ينتظر هذا اليوم؛ يوم تتزوج بناته وتركن له المنزل وأمهن معه.

وقد كان بغار من بناته فقد كن يشغلنها عنه بمطالبهن الكثيرة ولم يجرؤ على الاعتراف حتى أمام نفسه بغيرته منهن، وإنما كان يشعر بذلك ويخجل من شعوره، ولكي يكفر عن هذا الشعور كان يقوم بواجباته نحو أبنائه خير قيام فلم يهمل قط واحداً من هذه الواجبات، ولكنه كان دائماً يشعر بتلك الغيرة من كل شيء يحول بينه وبين زوجته. وقد ظل كذلك إلى هذا اليوم. ففي العام السالف تزوجت بنتاه (كتلين) و (كلير) وفي بداية هذا العام تزوجت جيرالد واليوم تزوجت الأخيرة وهي فرانسين، وقد كان يحبهن ولكنهن كن عقبة في سبيله.

واليوم لن تحدث بالمنزل الضجة التي كان يثيرها البنات وصاحبهن، وكانت الأم تصرف كل وقتها في خدمتهن ومرضاتهن وزوجها لا يثق بأنهن السبب في ابتعادها عنه؛ بل كان يخطر له في اكثر الأحيان أنها تجعلهن ستاراً لتخفي وراءه منه، وكانت تفتنه بجمالها ويزيده شغفا بها اشتغالها عنه، وقد تزوج منها ولكنه لم يأنس بزواجها فقد كانت دائما في حالة تشبه العزلة، وكانت تهرب منه فلما رزق منها ببناته الأربع زاد ابتعادها عنه

<<  <  ج:
ص:  >  >>