- (أوه! أنتم هنا يا رفاق الصبي ولِدَات الشباب! مرحي! لقد ابيضت نواصيكم، وجلل هامتكم وقار المشيب! ماذا؟! ما لكم واجمين هكذا؟ أي شجو يعقد أساريركم يا سادات فارس؟ ماذا أسمع؟ هناك! هناك في جميع آفاق المملكة؟ الجماهير العزيزة تئن وتبكي! ويح لكم يا رعاياي! أية كارثة؟! تكلموا؟ إن قربان الخمر الذي أسقيتم ثرى رمسي قد روّى أعظمي وانتشت بِحُمَيّاه نفسي؟ لشد ما أيقضتني أناشيدكم وأذْكاركم تتغنونها على هذا القبر يا سادات، وتتغناها معكم مليكتي!! تكلموا! تكلموا إذن! فيم جُؤاركم بي، وصلاتكم من أجلي، لأطْويَ الرحب إليكم من عالم الأشباح؟ إن الآلهة ترنو إليّ من بعد، وإنها تكاد تتخطّفني. . . لماذا تصمتون هكذا؟ تكلموا وإلا فالويل لي من أرباب الظلمات!. . .)
- (لشد ما تفرق قلوبنا إذ نرى إلى هذه الهامة! كيف السبيل إلى الكلام؟ أي فزع يذوب كالموت في فرائصنا؟)
- ليفرخ روعكم! إن صلاتكم الطيبة هي التي سعت بي إليكم! فيم هذا الجزع الذي يسيطر عليكم؟ وهذا الحزن لِمَهْ! تكلموا! البدار، اختصروا ما استطعتم فأني عجلان، والآلهة تحدجني من أعماق الدار الآخرة!)
- (نفْرَق أن تنبس أفواهنا بكلمة عما حاق بأعز الناس! إن حبنا له، وجزعنا عليه يمنعنا من أن نقول كلمة!. . .)
- (هذا دأبكم دائماً. . . طالما كنتم تخافون من لا شيء إذن، فتكلمي أنت يا من كنت شريكتي في أهنأ حياة؟ وأرجو أن توجزي ما استطعت.! ما هذه الصيحات التي ترتفع من رعاياي في البر والبحر؟ ما لهم يبكون في كل صوب!)