تأليف: الأستاذ أمين يوسف غراب. إخراج: الأستاذ حمدي
غيث. تمثيل: فرقة المسرح المصري الحديث.
للأستاذ علي متولي صلاح
بدأ التنافس يشتد بين المؤلفين وبين الفرق المسرحية عندنا على تقديم المسرحيات الهزلية (الكوميدية) حتى أوشكت أن تستغرق المسرح المصري كله. ومرد ذلك - من غير شك - إلى أن هذه المسرحيات قريبة من أهواء الجماهير، محببة إلى نفوسهم، وإلى أنها تجلب من (الإيراد) ما لا تجلبه سواها من المسرحيات!
ولست أدري ما الذي يهدف إليه الكثيرون من مؤلفي هذه المسرحيات؟ اللهم إن كان كل ما يهدفون إليه هو إضحاك الجماهير - دون نظر إلى أي اعتبار آخر - فليس عليهم من بأس إذا هم تركوا المسرحية واكتفوا (بالنكتة) الشعبية، أو (القافية) البلدية، أو هز البطون وتلعيب الحواجب وإخراج اللسان وما إلى ذلك، فإن في هذا غناء لهم أي غناء، ومتسعاً لهم أي متسع!
أما إذا كانوا يهدفون إلى الإضحاك عن طريق (المسرحية) فإن لزاماً عليهم أن يراعوا قواعد هذه المسرحية، وأن يدرسوا أصولها، وأن يجعلوها غرضهم الأول بحيث يكون الضحك منبعثاً عنها، متشععاً من داخلها، لا منصباً عليها انصباباً من الخارج في افتعال وإقحام؛ ليستمر ضحك الجمهور، وترتفع قهقهته، فيضمن المؤلف والفرقة ازدحام الناس ووفرة الإيراد!
وليست المسرحية التي نعالجها اليوم نموذجاً أعلى لهذا اللون من المسرحيات التي يقصد منها إلى الإضحاك وحده وإن أخذت بالكثير من أسبابها - ولكن هذه الظاهرة واضحة في مسرحياتنا الهزلية، حنح إليها المؤلفون جنوحاً كبيراً حتى جعلوا مقدار نجاحهم يساوي تماماً مقدار ما تؤدي إليه مسرحياتهم من إضحاك، دون نظر إلى مقومات المسرحية أو إلى الغرض التهذيبي أو العقلي منها!