للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومسرحيتنا اليوم (ست البنات) تقوم على قصة شاب يشتغل محامياً تزوج حديثاً، ولكنه ظل سادراً في غيه وضلاله، منصرفاً عن بيته وعن مكتبه إلى عشيقاته الكثيرات اللائى اتخذ لهن مسكناً خاصاً أنيقاً يقضي فيه معهن السهرات الممتعة والليلات الملاح! ولكن زوجته - وقد ضاقت بذلك كثيراً - اتخذت صورة خادمة المنزل واتفقت مع وكيل مكتبه - بعد أن بذلت له الوعود المعسولة! - على أن يوافيها بأنبائه جميعاً، ويطلعها على حركاته وسكناته، ويفضي إليها بأسراره ومواعيده مع عشيقاته. واتخذت - من ناحية أخرى - صفة مندوبة جمعية وهمية تسمى (جمعية الهلال الأخضر). وجعل وكيل المكتب - وقد سحره جمالها وجمحت به رغبته في تحقيق وعودها! - يفضي إليها كل يوم بتلك الأنباء والمواعيد. وأخذت هي - بصفتها مندوبة جمعية الهلال الأخضر - تتصل بأباء عشيقاته. وتعمل جاهدة على أن تفسد عليه كل خطة. وأن تأخذ عليه كل سبيل.

ثم انتهت إلى أن عرفت مكان مسكنه الخاص ومأوى عشيقاته. ففجأته فيه ذات ليلة. ولكنها لم تجده به. وإنما وجدت صديقاً له كان قد استبقاه وطلب إليه القيام بخدمة كبرى! فقد اجتمع له في مساء تلك الليلة موعدان مع عشيقتين يريد إحداهما ويأبى الأخرى. ولن يستطيع أن يجمع بينهما في صعيد واحد! فطلب إلى صديقه هذا أن ينتظر بالمنزل حتى تحضر هذه (الأخرى) فيحاول أن يتخذ معها موقفاً مريباً يفجؤهما فيه هذا الزوج فيثور عليها ويطردها من المنزل فيصفو له الجو مع عشيقته التي يهواها!

ولكن الزوجة هي التي حضرت - قبل العشيقة المرتقبة - فحسبها الصديق تلك العشيقة ورغب في القيام بالمهمة التي طلبها إليه صديقه. ورغبت هي أيضاً - بينها وبين نفسها - في ذلك لإشعال نار الغيرة في صدر زوجها. فالتقت الرغبتان. وجاء الزوج فرأى هذا الموقف المريب. فتاب وأناب. وأقسم لها بالله العظيم أن يهجر هذا المنزل. وأن يثوب إلى زوجته وإلى عمله مدى الحياة.

ذلك هو الخط الرئيسي لمسرحية (ست البنات)؛ ولست أفهم سبباً لإطلاق هذه التسمية على مسرحيتنا هذه إلا أن هذه الكلمة من صميم كلام الشعب. وليس مما يصح في الأذهان أن يسمي المؤلف إحدى بطلات مسرحيته باسم (ست البنات) مثلاً، قاصداً إلى ذلك متعمداً إليه. ثم يجعل من هذا الاسم المفتعل اسماً للمسرحية كلها دون أن توجد أدنى علاقة بين

<<  <  ج:
ص:  >  >>