للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[البريد الأدبي]

في التصوف الإسلامي وتأريخه:

أطالع مؤلفاً اسمه (في التصوف الإسلامي وتأريخه) للعلامة (نيكولسون) عربه وعلق عليه العالم (أبو العلا عفيفي) استاذ الفلسفة بكلية الآداب بجامعة فاروق الأول فأجد هذا القول:

(. . . ولكن صاحب الفهرست يخبرنا أن أستاذه (أي استاذ معروف الكرخي) كان يدعى فرقداً السَّنجي وأن فرقداً هذا قد أخذ عن الحسن البصري الذي أخذ عن مالك بن أنس).

ويعلق الأستاذ المعرب على (السنجي) كما ورد في المتن بهذه التعليقة:

(لا يعرف ضبط هذه الكلمة على وجه التحديد فقد تكون نسبة إلى سنج بالفتح أو سنج بالكسر).

وقد رأيت أن أتقرب إلى فضل هذين العالمين برواية هذه الأسطر عن (اللباب في تهذيب الأنساب) و (تاج العروس في شرح القاموس)، جاء في (اللباب):

(السبخي: بفتح السين والباء الموحدة وفي آخرها خاء معجمة، هذه النسبة إلى السبخة وهي معروفة، والمشهور بهذه النسبة أبو يعقوب فرقد بن يعقوب السبخي العابد من أهل إرمينية وانتقل إلى البصرة وكان يأوي إلى السبخة بها فنسب إليها، روي عن الحسن وغيره، روى عنه العراقيون، توفي قبل سنة (١٣١) ولم يكن بالحافظ للحديث).

وقال صاحب التاج:

(السبخة محركة ومسكنة أرض ذات نز وملح ج سباخ، والسبحة ع (أي موضع) بالبصرة منه فرقد ابن يعقوب العابد توفي سنة (١٣١) وفي الحديث أنه قال لأنس وذكره بالبصرة: إن مررت بها ودخلتها فإياك وسباخها، وهي الأرض التي تعلوها الملوحة ولا تكاد تنبت إلا بعض الشجر).

وكان اليبخي الصوفي هذا يحرم طيبات ما أحل الله لعباده فلا يأكل الفالوذج ولا يلبس الخز، قال ابن الجوزي في (صيد الخاطر):

(دخل فرقد السبخي على الحسن وهو يأكل الفالوذج، فقال: يا فرقد، ما تقول في هذا؟ فقال لا آكله، ولا أحب من أكله، فقال الحسن: لعاب النحل بلباب البسر مع سمن البقر هل يعيبه مسلم).

<<  <  ج:
ص:  >  >>