قال: كان سعيد بن عفير بحضرة المأمون وهو بمصر فسمعه يقول لعن الله فرعون حين يقول: أليس لي ملك مصر. فلولا رأى العراق! فقال: يا أمير المؤمنين، لا تقل هذا فان الله عز وجل يقول: ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون. فما ظن أمير المؤمنين بشيء دمره الله هذه بقيته (ثم وصف مصر وأنهارها وقناطرها وأرزاقها وخلجانها السبعة وما كان من خبرها، وخبر الخليج الإسلامي الذي حفر في زمان عمر).
ذكر كور مصر، وما في كل كورةمن أصناف البر والأواني والفواكه والسلاح والطعام والشراب وجميع ما ينتفع به الناس. (وذكرها كورة كورة، وذكر ما فيها في فصل طويل، وأحال في مواضع منه على تاريخه. وقال وهو يتكلم عن إسكندرية) وقد شرحت ذلك مستفيضاً في كتابي التاريخ الكبير في أخبار الإسكندرية.
(إلى أن قال): وذكرت الحكماء أن عجائب الدنيا ثلاثون أعجوبة منها عشرون بمصر والعشرة في سائر الدنيا: مسجد دمشق، وكنيسة الرها، وقنطرة سخا، وقصر غمدان، وكنيسة رومية، وصنم الزيتون بصقلية، وحجر العواري، وإيوان كسرى، وبيت الريح ب. . .؟ وكنيسة بعلبك.
وبمصر من العجائب ما يغني عن هذا ويربو عليه (؟) فمن عجائبها: مدينة منف وقد ذكرناها، ومن ذلك عين شمس وهي هيكل الشمس، وبها قدت زليخا علي يوسف القميص، وبها العمودان اللذان لم ير أعجب مهما ولا من أبنائها وهما محمولان على وجه الأرض بغير أساس طولهما في السماء خمسون ذراعاً إلى الخ. . ومن عجائب مصر البرايق بأخيم