للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

قالت: (إني آسفة. . . جداً. . . وأعتذر)

قلت: (آسفة؟ هممم. وأنا أنفلق! لا يأس. هيا بنا. . .)

قالت: (لقد تعمدت ذلك. . .)

فصحت بها: (إيه؟ كان هذا كله إلى الآن تمثيلاً؟)

قالت: (نعم قلت ما قلت عمداً. . . عرفتك من وجهك ومن. . . لا مؤاخذة. . . من رجلك. . ولكنك تؤثر الوحدة ولا تبالي الناس وتتقي أن تكلمهم، بل تهرب منهم، فماذا أصنع غير ذلك؟)

قلت: (كنت تستطيعين أن تمدحيني مثلاً فأسر. . . أم هذا حرام؟)

قالت: (والآن ألا تعفو عني؟)

قلت: عفونا يا ستي! بعد أن غرمنا ثمن تذكرة إلى أوربا بلا داع!

قالت: (إيه؟)

قلت: (نعم. كنت مسافراً إلى لبنان، فلما سمعت منك بعض الحقائق. . .)

فاحتجت: (لا تقل الحقائق. . .)

(أردت أن أعرف البقية. . . فقد أوصانا سقراط أن نعرف أنفسنا)

فوضعت كفها على فمي.

فلم أقبلها - أعني كفها - ولكني عضضتها عضة مغيظ، ولم أبال صراخها في الطريق.

إبراهيم عبد القادر المازني

<<  <  ج:
ص:  >  >>