قلت:(آسفة؟ هممم. وأنا أنفلق! لا يأس. هيا بنا. . .)
قالت:(لقد تعمدت ذلك. . .)
فصحت بها:(إيه؟ كان هذا كله إلى الآن تمثيلاً؟)
قالت:(نعم قلت ما قلت عمداً. . . عرفتك من وجهك ومن. . . لا مؤاخذة. . . من رجلك. . ولكنك تؤثر الوحدة ولا تبالي الناس وتتقي أن تكلمهم، بل تهرب منهم، فماذا أصنع غير ذلك؟)
قلت:(كنت تستطيعين أن تمدحيني مثلاً فأسر. . . أم هذا حرام؟)
قالت:(والآن ألا تعفو عني؟)
قلت: عفونا يا ستي! بعد أن غرمنا ثمن تذكرة إلى أوربا بلا داع!
قالت:(إيه؟)
قلت:(نعم. كنت مسافراً إلى لبنان، فلما سمعت منك بعض الحقائق. . .)
فاحتجت:(لا تقل الحقائق. . .)
(أردت أن أعرف البقية. . . فقد أوصانا سقراط أن نعرف أنفسنا)
فوضعت كفها على فمي.
فلم أقبلها - أعني كفها - ولكني عضضتها عضة مغيظ، ولم أبال صراخها في الطريق.