[الأدب والفن في أسبوع]
للأستاذ عباس خضر
أنفاس محترقة:
لست أدري لم لا يلمع الآن اسم الشاعر محمود أبو الوفا، ولم لا ينال حقه من التقدير اللائق به، حتى كد ينساه من عرفه من أهل الجيل، وحتى كاد يجهله الشادون من الجيل الجديد، وهو الذي قال فيه أمير الشعراء منذ ثمانية عشر عاما:
البلبل الغرد الذي هز الربا ... وشجا الغصون وحرك الأورقا
سباق غايات البيان جرى بلا ... ساق فكيف إذا استرد الساقا
وهو نفس الذي قال ما قال ولا يزال من الشعراء ما يقوم حجة على أن الشعر ما زال حيا على رغم قابليه من قائليه. .
لقد سعدت بديوانه الجديد (أنفاس محترقة) وقضيت في روضه أوقاتا طيبة، ومما قرأت فيه رثاؤه لنفسه، إذ يقول:
في ذمة الله نفس ذات آمال ... وفي سبيل العلا هذا الدم الغالي
بذلته لم أذق في العمر واحدة ... من الهناء ولا من راحة البال
كأنني فكرة في غير بيئتها ... بدت فلم تلق فيها أي إقبال
أو أنني جئت هذا الكون عن غلط ... فضاق بي رحبه، المأهول والخالي
لست أدري لم تحترق هذه الأنفاس، ولم يضيق بصاحبها الرحب، ولم لا يأخذ هذا الشاعر مكانه من قمة الشعر العربي في هذا العصر؟
ولكنني أدري. . أنه رجل فقير أبى يضع نفسه حيث تحلق شاعريته، يمشي على عكازة ويوضع الصخر في طريقه، كما قال يخاطب فكتور هوجو:
يا صاحب البؤساء جاءك شاعر ... يشكو من الزمن اللئيم العاتي
لم يكفه أتى على عكازة ... أمشي فحط الصخر في طرقاتي
لو كان محمود أبوالوفا من ذوي النفوذ أو المال في هذا البلد، أو حتى مدير إدارة في أية وزارة، لكان أمير الشعراء. . .
والحق أنني قبل ظهور هذا الديوان لم أكن قرأت كثيرا لأبي ألوف، وإن كان القليل الذي