استهل نادي الاتحاد الثقافي موسم محاضراته هذا العام، بمحتضرة لعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين عن مهمة الأديب في مصر.
وقد غصت حجرات النادي وشرفاته وأبهائه بجمهرة كبيرة من الزوار والوافدين وكبار الشخصيات.
وكان في مقدمة هؤلاء السيدة كرمة السعيد وبعض فضليات المربيات والأساتذة محمد صلاح الدين وحسين هيكل وأحمد زكي وكامل كيلاني وسعيد العريان وأنور احمد.
وكان الدكتور محمد عوض محمد يشرف على النظام العام بروحه اللطيفة ومداعباته البارعة
وتحدث الدكتور ساعة كاملة. . . فعرض موضوعه في لباقة وبراعة. . واستطاع أن يخرج لنا صورة حية لهذا الموضوع الدقيق تناولت جوانبه الفياضة بالعرض الدقيق.
تحدث عن الأدبي العربي القديم: أيام الجاحظ والمعري. . وتحدث عن الأديب الحديث في الشرق والأديب الحديث في الغرب. . . وعرض لمؤتمر البندقية.
وصور مسئولية الأديب الإجماعية في هذا الزمن، وكيف أنه لا يستطيع أن يجمع بينه وبين عمل آخر. ذلك لأن الأدب الآن يتطلب جهدا جبارا، ويتطلب من الأديب ألا يشرك به، وأن يتجرد له، يقرأ ويدرس ويستقصي. . ويلم بكل جديد من الآراء؛ وهو إذا قصر في هذا، عجز أن يجري في ركب الحضارة.
وقال إن الدولة ملزمة بأن توفر للأديب أسباب الحياة حتى يستطيع أن ينتج.
ثم عرض لحرية الأديب فقال إن الأديب لا يستطيع أن ينتج إلا إذا أحس بأنه حر في أن يكتب ما يوحي به ضميره وتهجس به نفسه. وأنه مسئول كعضو من أعضاء المجتمع عما يذيع بين الناس وعليه تبعة ما يكتب.
ومن تبعاته أن يوجه وأن يهدي إلى الخير والحق والجمال.
وعليه ألاينزل إلى الناس ولا يرضى أهواءهم، وإنما عليه أن يرفعهم إليه وأن ينقلهم من الحياة العامة التي يحبونها إلى حياة فكرية ممتازة.