في ج ١٥ ص ١٢٨: وكتب حسن بن علي الجويني في ذي القعدة سنة ست وستين وخمسمائة بالديار المصرية عمرها الله تعالى بدوام العز: وقال المعري وضرب علي بن هلال مثلاً:
طربتُ لضوء البارق المتعالي ... ببغداد وهنا ما لهن ومالي
فيا برق ليس الكرخ داري وإنما ... رمى بي الدهر منذ ليالي
فهل فيك من ماء المعرة نغبة ... تغيث بها ظمآن ليس بسالي
ولاح هلال مثل نون أجادها ... بماء النضار الكاتب ابن هلال
قلت:(طربن لضوء البارق المتعالي)(فهل فيك من ماء المعرة قطرة)(يجاري النضار الكاتب ابن هلال)(كما في سقط الزند) ويؤيد ذلك قول الشارح في البيت الأول: (الضمير في طربن للإبل) والمعنى خفت الإبل شوقاً لما رأت البارق. . . يعني بارقاً نشأ من نحو أوطانها بالشام وهي بالعراق. . .) وقوله في البيت الثاني:(فهل حملت أيها البرق قطرة من ماء بلدتي) وقوله في البيت الثالث: (شبه هلال رجب بنون خط ابن البواب (الجويني) بالنضار الجاري أي بماء الذهب)
في ج ٧ ص ١٢٩ كان بندار بن عبد الحميد الكرخي الأصبهاني يحفظ سبعمائة قصيدة، أول كل قصيدة (بانت سعاد). قال المؤلف: وبلغني عن الشيخ الإمام أبي محمد الخشاب أنه قال:
أمعنت التفتيش والتنقير فلم أقع على أكثر من ستين قصيدة.
وجاء في شرح (أمعنت) أي أبعدت في الاستقصاء وبالغت فيه، وكانت في الأصل (معنت) وأصلحت.
قلت: ربما كان الأصل (أنعمت التفتيش) أو (أمعنت في التفتيش).
وفي النهاية: وفي حديث صلاة الظهر: فأبرد بالظهر وأنعم، أي أطال الإبراد وأخر الصلاة. ومنه قولهم: أنعم النظر في الشيء أي أطال التفكير فيه.