كانت دار الكتب المصرية قد حصلت في العهد الأخير على نسخة فوتوغرافية من كتاب (البديع) لعبد الله بن المعتز الخليفة والشاعر العباسي الأشهر، وذلك نقلاً عن النسخة الوحيدة الموجودة من هذا الكتاب والمحفوظة بمكتبة الأسكوريال بمدريد تحت رقم (٣٢٨ أدب)(فهرس الغزيري - وفهرس ديرنبور) وحصلت أيضاً على نسخة فتوغرافية لأثر آخر من آثار ابن المعتز وهو كتاب مختصر طبقات الشعراء المحفوظ أيضاً بمكتبة الأسكوريال رقم (٢٧٩. أدب)(من الفهرسين المذكورين)
وقد ظهر الأثر الأول أي كتاب البديع أخيراً مطبوعاً عن نسخته الوحيدة المذكورة، وقام باخراجه المستشرق الروسي الكبير الأستاذ أجناس كراتشكوفسكي عضو أكاديمية العلوم في لننجراد، ومهد له بمقدمة بالانكليزية، وصححه وعلق عليه، وذيله في طبعة بديعة، وقامت بإصداره (لجنة تذكار جب)، الإنكليزية الشهيرة، وهو المجلد الثالث والعشرون من مجموعة جب. وقد قامت لجنة جب حتى اليوم على إخراج طائفة نفيسة من الآثار العربية المخطوطة، نذكر منها بالأخص كتاب أخبار مصر وفتوحها لعبد الرحمن بن الحكم المصري، (ومهد له وعلق عليه المستشرق تشارلس توري)، وكتابين لأبي عمر الكندي، هما: أخبار أمراء مصر، وأخبار قضاة مصر (ومهد لهما وعلق عليهما المستشرق جست) مع مختارات من كتاب رفع الأصر عن قضاة مصر لابن حجر العسقلاني
وكتاب البديع لابن المعتز يعد من أمهات الكتب في موضوعه، وهو أيضاً من أشهر وأنفس آثار ابن المعتز
وعسى أن نسمع قريباً بأن هنالك من يعني بإخراج كتاب (مختصر طبقات الشعراء) فتصبح بين أيدينا مجموعة قيمة متنوعة من آثار ابن المعتز
ذكرى أدبية شائقة
لإنكليز ولع شديد بإحياء بعض الذكريات القومية الغربية، وقد احتفل أخيراً في لندن بإحياء إحدى هذه الذكريات الشائقة، وهي ليست ذكرى عظيم أو حادثة شهيرة، وإنما هي الذكرى المئوية لصدور كتاب ما زال يتمتع بين آثار الأدب الإنكليزي بشهرة واسعة، ذلك هو