للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الكتب]

عالم السدود والقيود

تأليف الأستاذ عباس محمود العقاد

للأستاذ كامل محمود حبيب

أهو كتاب أدب؟

أهو بحث فلسفي اجتماعي؟

اهو نقد يراد به إصلاح ناحية خاصة؟

أهو سرد حوادث مرت على عيني الكاتب فسجلها يراد المتعة وإزجاء الفراغ؟

أهو صرخة من أعماق قلب رجل طوحت به الأيام إلى قرارة سجن. . . فتلمس فيها الثورة والحنق. . .؟

أم هو ماذا؟. .

لقد كفانا الأستاذ - وهو يقدم لكتابه - مئونة التخبط بين هذه الأسئلة فقال: (لست أعني بها (الصفحات) أن تكون قصة، وإن كانت تشبه القصة في سرد حوادث ووصف شخوص؛ ولست أعني بها أن تكون بحثاً في الإصلاح الاجتماعي، وإن جاءت فيها إشارات لما عرض لي من وجوه الإصلاح؛ ولست أعني بها أن تكون رحلة، وإن كانت كالرحلة في كل شيء إلا إنها مشاهدات في مكان واحد؛ ولا أستقصي كل ما رأيت وأحسست وإن كنت أقول بعد هذا أن الاستقصاء لا يزيد القارئ شعوراً بما هناك، لا فرق بينه وبين الخلاصة إلا في التفصيل والتكرار. .)

نعم، لم يرد المؤلف شيئاً من هذا وإنما أرادها جميعاً، فجمع بين أشتاتها وألف بين أطرافها ثم زاد عليها نقداً في سخرية، وتهكماً في مرارة، بثهما في أعراض هذا السفر الصغير فهو قد قال في باب (المنع والترخيص). . (فإذا أبيح الشيء مرة فإنما يباح في حالة لا تسري إلى غيرها، وفي وقت لا يمتد إلى ما بعده. . الخ الخ) وفي قصة الفجل والجرجير ص٥٢، ص٥٣ نوع من هذا التهكم اللاذع

ولا يبرح الأستاذ العقاد في كتابه يطرفنا بنكتة مستملحة أو حادثة ممتعة منذ دخل في عالم

<<  <  ج:
ص:  >  >>