للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الأدب والفن في أسبوع]

للأستاذ عباس خضر

على هامش اليونسكو

لقد بذل لبنان منتهى النشاط في الإعداد لمؤتمر اليونسكو، وأنفق كثيراً في الأوجه المختلفة المتعلقة به من تشييد وتأثيث وضيافة وغير ذلك. ودعت مصر أعضاء المجلس التنفيذي لليونسكو إلى عقد دورة فيها عقب انتهاء مؤتمر بيروت العام، فلبوا الدعوة وسينزلون ضيوفا على الحكومة المصرية من يوم ١٢ إلى ١٦ ديسمبر الحالي، ويزورون في خلال ذلك المتاحف والآثار، والدور العلمية، وتقام لهم بعض الحفلات، ويشاهدون التمثيل في الأوبرا.

ولاشك أننا - لبنان ومصر - نقصد إلى الدعاية لبلادنا، ونسير في وسائلنا لذلك على ما عرفنا به من الكرم والسماحة، ولا علينا أن للدول الغربية عندما تدعو إلى عقد المؤتمرات العالمية لا تبذل لها ما تبذل بل لعلها ترمي إلى الاستفادة الاقتصادية من وجود أكبر عدد ممكن من مندوبي الدول فيها، فنحن أحفاد حاتم الطائي، ونحن أبناء الشرق الروحيون. . .

ولكن عندما يشاهد أولئك المندوبون الضيوف الكرام منشآتنا وبناياتنا الفخمة الضخمة، من تليد وعتيد، ويرون الأنوار الساطعة في ميادين عواصمنا - لا ينبغي أن نغتر بظاهر ثنائهم، فإن لهم عيونا نافذة تلمح ما وراء هذه المظاهر جزءا صغيرا جدا منها. . . فبناء الجامعة - مثلا - بالغ الروعة، وبها عدد من الأساتذة الأعلام لا يقلون في مستواهم العلمي والفكري عن أمثالهم في أرقى الأمم، ولكن هذه قمة الهرم والباقي سفح لا يشرف ما به من نسب الأمية والجهالة، ومسرح الأبرا يتيم في القطر وأرستقراطي، والأنوار الساطعة لا تعشي البصر عن رؤية الأكواخ ومساكن الفقراء. . . الخ.

وأنا أريد أن أفرض أن ضيوفنا سينخدعون بما نغرقهم فيه من ضباب الحفاوة والمظاهر، وما أحب إلينا ذلك، ولكن أخشى أن ننخدع نحن بصنعنا. . . فنظل على ما نقوم بتمثيله ونحن في أشد الحاجة إلى أن نعيش أكثر الوقت في واقعنا، نواجهه ونرفعه حتى نصل إلى الحد الذي نستمد فيه تمثيلنا من واقع الحياة.

التعليم المصري في السودان

<<  <  ج:
ص:  >  >>