صدرت أخيراً كتاب بالإنكليزية عن مستقبل التربية في مصر بقلم أستاذ إنكليزي معروف في دوائر التربية المصرية هو الدكتور جاكسون الأستاذ سابقاً بمعهد التربية، عنوانه:(التربية والعهد الجديد في مصر) وقام بإصداره معهد التربية؛ ويقول الأستاذ جاكسون إن الذي حمله على تأليف هذا الكتاب هو الحاجة الماسة إلى هذه المرحلة من تاريخ مصر الاجتماعي، إلى وضع سياسة حديثة للتربية تقوم على جهود موحدة نزيهة ومثل عملية. ويتناول الأستاذ في كتابه ثلاث مسائل رئيسية هي: أولا - مهمة التربية في مصر وفي رأيه أنها العمل على إنشاء ثقافة مصرية. ثانياً - مسألة أعداد المعلمين. ثالثاً - مسألة النظام.
ويتناول الأستاذ جاكسون في هذه المسائل تناول العارف المطلع، ولا غرو فقد أنفق أعواماً يعمل في أوساط التربية المصرية، وهو يحاول في بحوثه أن يوفق بين المقاصد العملية وبين المثل النظرية، ويقدم اقتراحات عملية لبعض المسائل المستعجلة التي تواجهها مصر اليوم: فهو يرى مثلاً أن التعليم الثانوي في مصر نظر محض ويقترح أن تدمج فيه بعض العناصر العملية، وينوه بخطر التعليم السطحي، ويرى أن تزداد البعثات العملية القصيرة إلى الخارج؛ ثم هو يحذر ولاة الأمر من التقتير على المعلمين لأن المعلمين المغبونين الساخطين يعدون خطرا على المجتمع، ويرى في تعليم اللغة الإنكليزية ألا يبدأ به إلا من السنة الثالثة الابتدائية بعد أن يكون التلاميذ قد حصلوا على قسط معقول من اللغة العربية.
ويتحدث الأستاذ جاكسون طويلا عن مسألة النظام والطاعة؛ وهو يرى أن استتباب النظام شرط جوهري للتقدم، ويرى ضرورة التشدد في مسألة القوانين النظامية، ثم يقول إنه ما دامت الصبية في وسعهم أن يقلبوا قرارات معلميهم إلى عكسها سواء بالشكوى إلى ذويهم أو بالاعتصاب والصخب، فإنه يستحيل عليهم أن يتعلموا احترام السلطة المدرسية التي هي جوهرية بالنسبة للتعليم والعلم. إن الاعتصاب من أنواع العنف فيجب محاربته وقمعه بالحزم من جانب السلطات وبتنمية الروح الاجتماعي في المدارس وهو روح يكاد يكون مفقوداً.