تلقيت في هذا الأسبوع خمسة أعداد من مجلة (الإحسان) التي أصدرتها في هذا العام الجمعية الخيرية الإسلامية بحلب وهي زاخرة بالموضوعات الأدبية والاجتماعية، يشرف على تحريرها الأستاذ حسنين حسن مخلوف المفتش بوزارة المعارف المصرية والمنتدب استاذاً بالكلية الإسلامية بحلب، وهو من الأدباء الذين يستهلكهم التعليم، وقد رأيت له بالعدد الثاني فصلا عنوانه (في مجلس الرافعي) أتى فيه على محادثة جرت بينه وبين الرافعي، افضى - أي الرافعي - اليه فيها أنه يحب الآنسة (مي) وأنها هي التي أوحت اليه ما كتب في فلسفة الحب والجمال. وذكر الأستاذ أنه قال للرافعي في هذه المحادثة:(أكبر ظني أنك قرأت كثيراً من الأدب الأوربي المترجم في الحب، وعرفت أنه كان سبباً في شهرة الأدب في العالم تصوير العواطف الإنسانية ممثلاً في المرأة، ولقد استفاض هذا الفن ممزوجاً بالفلسفة الاجتماعية التي سرها إيحاء المرأة؛ فأردت أن تحدث في اللغة العربية حدثاً جديراً لم يبرع فيه أحد في اللسان العربي على هذا النحو الأوربي العميق؛ فتعلقت بأذيال هذه الكاتبة الأدبية وكان بيتها منتدى يجتمع فيه العلماء والأدباء في مصر. حضرت مجلسها ثم شغلت بها نفسك لتكتب هذا النوع من أفانين العشق، وكتبت إليها وما بها بأس أن تكتب إليك، فطرت فرحاً بهذا الحب حتى تخيلته حباً خالصاً إليك وتفلسفت ما شئت في تصوير العواطف منها واليها) وقال الأستاذ مخلوف تعقيباً على ذلك: (وعز علي الرافعي أن أصور حبه على هذا النحو وأدور به في هذا المنحني، فلم يحدثني عن حبه بعد ذلك وكان يحدث به الناس).
ويظهر من ذلك أن الأستاذ مخلوف، وهو من تلاميذ الرافعي يرمي إلى إبداء رأى في حب الرافعي، فيقول بأنه حب مصنوع يقصد منه إلى إحداث لون من الإنتاج الأدبي.
وكان على مقربة مني وأنا أقرأ مقال الأستاذ مخلوف، صديقي الأستاذ كامل محمود حبيب، وهو ايضاً من تلاميذ الرافعي، فدفعت اليه المجلة، وقرأ المقال، ثم نظر إلى ونظرت اليه وأنا أتوقع معارضته لرأي الأستاذ مخلوف، وإذا هو يضيف شيئاً آخر، قال: لقد كان