للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[تفسير الأحلام]

للعلامة سجموند فرويد

سلسلة محاضرات ألقاها في فينا

للأستاذ محمد جمال الدين حسن

بعض الفروض التمهيدية وطريقة التفسير:

كان العلماء إلى ما قبل ظهور علم التحليل النفسي يفسرون الحلم على أنه ظاهرة جسمية تنشأ عن اضطراب في المعدة أو ما شابه ذلك من مؤثرات عضوية. أما نحن فسنفرض أن الحلم ظاهرة عقلية لا جسمية. وقد لا يكون لهذا الفرض ما يبرره، ولكن ليس هناك ما يمنعه أيضاً، فالحلم إذا كان ظاهرة جسمية لا يهمنا في شئ ولكنه يكون ذا فائدة لنا إذا كان ظاهرة عقلية. وعلى هذا فسنسلم بصحة هذا الفرض وسنرى من النتائج التي سنصل إليها إن كنا على خطأ أم على صواب. والآن ما هو الغرض من هذا البحث وإلى أي غاية نوجه هذه الجهود؟ إن غرضنا هو الغرض من كل بحث علمي، أي الوصول إلى دراسة واضحة للظواهر الطبيعية وتكوين علاقة بينها وإخضاعها لسلطتنا على قدر الإمكان.

وعلى هذا فسنواصل بحثنا على فرض أن الأحلام ظاهرة عقلية، ومعنى هذا أنها خيالات رآها الحالم أو كلمات تفوهها أثناء النوم ولكنها لا تدلنا على شئ ولا نستطيع أن نفهم لها معنى.

لنفرض أني تفوهت أمامكم بكلام غير مفهوم فماذا أنتم صانعون؟ ألا تسألونني الإيضاح عما أريد؟ أظن هذا هو الحل المعقول. فلم إذاً لا نتبع نفس الطريقة فنسأل الحالم عن معنى حلمه؟

تذكرون أننا سبق أن وجدنا أنفسنا في مثل هذا الوضع عندما كنا نبحث في زلات اللسان، وقد بينت لكم أنه يجب علينا في هذه الحالة أن نسأل صاحب الزلة عما يقصده أو ما كان يفكر فيه حتى نستطيع أن نصل إلى الدوافع الخفية التي دفعته إلى ارتكاب هذه الزلة، كما بينت لكم أن التحليل النفسي مبني كله على هذه الطريقة، أي ترك الشخص الذي نحلله يجيب بنفسه على مشاكله. وعلى هذا فالحالم يجب عليه أن يفسر لنا حلمه بنفسه

<<  <  ج:
ص:  >  >>