للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[علم العرب الأقدمين بالجراد]

للدكتور محمد مأمون عبد السلام

وكيل قسم أمراض النباتات بوزارة الزراعة

عرفت شعوب الشرق الأوسط من حاميين وساميين الجراد وأحواله وأطوار نموه وتحركه من أقدم العصور. يدل على ذلك ما ورد في كتب العهدين القديم والجديد، وما جاء في القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، وما لدينا من أمثال العرب القدماء وأشعارهم. فوصف سفر الخروج (١٢ - ١٣) غاراته على مصر أبلغ وصف: (ثم قال الرب لموسى مد يدك على أرض مصر لأجل الجراد ليصعد على أرض مصر ويأكل كل عشب الأرض وكل ما تركه البرد. فمد موسى عصاه على أرض مصر فجلب الرب على الأرض ريحاً شرقية كل ذلك النهار وكل الليل، ولما كان الصباح حملت الريح الشرقية الجراد فصعد الجراد على كل أرض مصر وحل في جميع تخوم مصر شئ ثقيل جداً لم يكن قبله جراد هكذا مثله ولا يكون بعده كذلك، وغطى كل وجه الأرض وأكل جميع شجر الثمر الذي تركه البرد حتى لم يبقى شئ أخضر ولا في عشب الحقل في كل أرض مصر).

ووصف سيدنا سليمان أسراب الجراد في أمثاله بقوله: (الجراد ليس له ملك ولكنه يخرج كله فرقاً فرقا).

وجاء في القرآن الكريم (فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات فاستكبروا وكانوا قوماً مجرمين).

وورد أن النبي الكريم كان يصلي ظهراً والجنادب تنقز من الرمضاء. وفي حديث عمر رضي الله عنه أنّ رجلا قال أصبت دباة وأنا محرم، قال اذبح شويهه. وفي حديث ابن عباس أنه دخل مكة رجْل من الجراد فجعل غلمان مكة يأخذون منه فقال: (أما إنهم لو علموا لم يأخذوه) يعني بذلك أنّ صيد الجراد مكروه في الحرم. وفي الحديث الشريف (كأن نبلهم رجْل جراد). وذكر الجراد في حضرة النبي صلى الله عليه وسلم فقال ليت عندنا منه قفعة أو قفعتين. قال ذلك لأنه غذاء محبوب عند العرب. وسئل النبي كيف الناس بعد ذلك؟ قال دباً يأكل شداده ضعافه حتى تقوم عليهم الساعة. وقال النبي صلى الله عليه وسلم إن مريم جاءت فجاءها طبق من جراد فصادت منه - أي قطيع من الجراد. وورد أن عائشة

<<  <  ج:
ص:  >  >>