عاد الدكتور طه حسين إلى القاهرة، بعد أن أمضى فترة الصيف في أوربا كعادته من كل عام، ومثل مصر في مؤتمر الفنانين بالبندقية، هذا المؤتمر الذي عقد في ٢٦ من الشهر الماضي.
وكان هذا المؤتمر من أهم الأسباب التي عوقت عودة الدكتور الذي كان حريصا على أن يعود إلى مصر بعد حركة البعث الجديدة مباشرة.
وقد زرنا عميد الأدب وقضينا معه بعض الوقت، واستمعنا خلا لذلك إلى أحاديث متعددة الجوانب حدث بها الكثير من زواره وأصدقائه وتلاميذه، ونحن نوجزها فيما يلي، ونرجو ألا يخل إيجازها بالمعاني العليا التي اشتملت عليها، والتي نثرها العميد على مريديه.
قال: منذ ترامت إلينا أنباء حركة الجيش ونحن في شوق إلى مصر، وما رأيتني مرة من المرات وأنا عائد من أوربا أكثر فرحا بالعودة إلى وطني مني هذه المرة. .
وقال: لقد زرت الأستاذ أحمد لكفي السيد - أمس - بعد عودتي من أوربا، فوجدت هذا الرجل الذي ارتفعت به السن فرحا ومتحمسا للثورة الجديدة، حماسة ولا تدانيها حماسة الشباب؛ فلما هنأته بالحركة الجديدة وقلت له إنها من ثمار غرس طويل شاركت فيه أنت وتلاميذك بقدر ليس بالقليل، قال لطفي السيد: أي فخر ذلك الذي أحرزته مصر في نظر العالم كله؛ أن يقف ضابط مصري هو محمد نجيب ويقول لابن محمد علي: عليك قبل الساعة الثانية عشرة أن تتنازل عن الهرش، وعليك قبل الساعة السادسة أن تغادر البلاد. . أي مجد هذا في أن يتحقق لمصر هذا الأمل الكبير، ويصل فيها الوعي إلى هذه الدرجة من القوة!
وتحدث عميد الأدب إلى كثير من الأساتذة والمعلمين والمدرسين في مختلف أنواع التعلم الجامعي والثانوي والابتدائي. . من زواره وضيوفه، فقال لهم: إن هذه الثورة من أهم ما نعتز به ونفخر. . ولابد أن تبلغ الثورة أهدافها، وعليكم أن تكونوا أداة عون أكيد لتحقيق هذه الأهداف، وأن تكونوا في مختلف دور العلم رسل السلام والخير ودعاة الإيمان الصادق