شهرزاد متكئة على الوسائد تنظر باسمة في حوض ماء من المرمر وبين يديها الوزير قمر. . . .
شهرزاد - (في مكر) أراك يا قمر تسرف في إطرائي وتبخس قدر صديقك.
الوزير - لم أبخس قدره.
شهرزاد - (في مكر) يخيل إلى أنك نسيت ما بينكما من ود عجيب.
الوزير - (في حدة) لم أنس شيئاً.
شهرزاد - (في خبث) بلى!
الوزير - (في حدة عمياء) إني لم أنسى شيئاً. إنما أبين لك لماذا أنت تحبينه أسمى الحب، فلا تزعمي لي غير هذا مرة أخرى. إني لست أُخدع. لست أُخدع. لست أُخدع!
شهرزاد - (هادئة) قمر؟ ماذا دهاك؟
الوزير - (يثوب إلى رشده) مولاتي مغفرة. . إني. .
شهرزاد - انك أحياناً لا تملك نفسك.
الوزير - إني. . أردت أن أقول انك غيرِتِه، وأنه انقلب إنساناً جديداً منذ عرفك.
شهرزاد - انه لم يعرفني.
(يسمعان طرقاً شديداً)
الوزير - (يرهف السمع) هذا هو.
شهرزاد - إن شهريار يحمل دائماً مفتاحه ولا يدخل القصر ليلاً إلا من سردابه.
الوزير - مَن هذا الطارق إذن؟
شهرزاد - اذهب وجئني بالخبر.
(الوزير يخرج مسرعاً)
شهرزاد - (كالمخاطبة لنفسها) مسكين أنت يا قمر!
(الوزير يعود على عجل)
قمر - مولاتي! أتدرين من الطارق؟ رجل عجيب الزي، يقول انه المؤلف، ويلتمس المثول