للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[القصص]

إلى الواحات الخارجة

جنة الصحراء الغربية

(وجزيرة الناعمين) في عرف قدماء المصريين

للأستاذ محمد ثابت

ولا تكاد تفتح عين جديدة الا رأيت آثار الرومان فيها فيجددون حفرها. والعين ملك لمن جد في البحث عنها وقام بتطهيرها، ويساهم كل فيها بنسبة ما بذل من مجهود ومال، وعلى هذه النسبة يستنبت جزء مما جاورها من الأرض، والحكومة لا تتقاضى الضرائب على مساحة الأرض المنزرعة فالناس أحرار يزرعون ما أرادوا منها، لكن الضريبة تجبى على طاقة العين بغض النظر عما يزرع حولها. فإذا ما ظهرت عين جديدة تشكل لجنة حكومية ثم يسوى مكان عند منفذ العين توضع في نهايته عارضة خشبية بعرض القناة فتعترض الماء الذي يطغى عليها ويتدفق فوقها ثم يقاس عمق هذا الماء فوقها وبحسب غزارته تقدر قوة العين قيراطا أو بعض قيراط والضريبة نصف جنيه عن كل قيراط، ومن العيون ما هو أقل من قيراط ومنها ما يبلغ عشرات القراريط. وفي ناحية باريز أكبر عيون الواحات وقوتها من ٥٨ إلى ٦٠ قيراطا، ويقال انها وحدها تستطيع ري مئات الفدادين، لكن أصحابها لا يستطيعون استغلالها كما يجب، لذلك تجمع من مائها الفائض مستنقع يمتد عشرات الكيلومترات كثر به البط والطير المائي، ولذلك يقصده الكثير وبخاصة الموظفين للهو والصيد.

وتقسيم ماء العين بين الشركاء عجيب أيضا، فان كان الملاك ثلاثة قسموا القناة الخارجة من منفذ العين ثلاثة أقسام، يجب أن تكون متلاصقة خيفة تبدد الماء بالرشح فيجري نصيب كل مالك إلى أرضه التي يشترط أن تكون مجاورة لأرض باقي الشركاء، وألا تزيد متراً واحدا عنهم، ويجب أن يزرع الجميع نوعا واحدا من الغلات، وإذا لم يسعف ذاك التقسيم كل حقل قسموا الري بالساعات، ففلان يروي عددا من الساعات مناسبا لنصيبه، وبعد ذلك يجيء دور صاحبه، وهكذا وإذا أقبل المساء وقف الري خيف على الماء الدافق من التبديد

<<  <  ج:
ص:  >  >>