مستقبل الكون والمبدأ الثاني للترموديناميكا - هذا المبدأ شيء ورجوع الحياة شيء آخر - اختلاط الجزيئات عملية طبيعية واتحاد الذرات عملية كيميائية - ملاحظة (بروست) - الفكرة الذرية عند (دالتون)
إن ما يستشعر القارئ أحياناً من الصعوبة بينا يتابع هذه الأحاديث عن وصف الكون وما يكتنفه من مظاهر لأمر هين، بجانب معرفته في النهاية شيئاً جديداً عما يحيط به من أسرار فهذه غاية تكون بلا شك مدعاة لارتياحه
أذكر أن في مارس الماضي عندما كنا نواجه القارئ بأحدث ما نعرفه عن الكون وعن تمدده وأبعاد ما فيه من عوالم بعضها عن بعض - حدث أن اضطررنا عند الكلام عن حيز (ريمان) وحيز (لوباتشفسكي) وعند الكلام عن الحيز الطبيعي وفق رأى (أينشتاين) ووفق رأى (دي سيتير) إلى اللجوء إلى مناقشة مسائل لا شك في أن القارئ وجد في إدراكها شيئاً من الغموض - هذا الغموض الذي اضطررنا إليه اضطراراً كان لزاماً علينا أن نذهب إليه كما كان لزاماً علينا أن نخفف على القارئ بعض الشيء فيما تبع ذلك في مقالاتنا عن الكون الممتد، ولم يكن في طوقي أن ألج موضوعاً دقيقاً كهذا وأخطو بالقارئ فيه خطوات أخرى دون أن يتخلل حديثي فيه فترة من الراحة
كذلك كان مقالنا الأخير عن الجزيء الذي لجأنا فيه إلى تفسير بعض القضايا التي يلاقي فيها القارئ بعض الصعوبة، ولم يكن هناك بُد، وقد أخذت على عاتقي أن أقص عليه أهم ما وصل إليه الإنسان من تفكير مُنَظَّم، من أن نذكر فلسفة ليبنز وألا نغفل رأيه القائل بأن الحرارة هي الحركة، وألا نغفل أيضاً كيف فسَّر بولتزمان انتقال الحرارة من جسم حار إلى جسم أقل منه حرارة، وكيف بين عدم إمكان العملية العكسية.
لقد طالعت المقال السابق بعد نشره أكثر من مرة وأعتقد أن الكثيرين من القراء قد فهموا هذا التفسير لبولتزمان وأدركوا هذا النزول الحتمي في الحرارة كنتيجة حتمية لما يحدث من تعديل في حركة جزيئات الجسمين المتلاصقين، بحيث لو تصورنا فريقين مزدحمين من لاعبي كرة القدم، فريقاً سريع الحركة وآخر بطيئها، اختلطا في فناء واحد فإن النتيجة