قضى مليون لاجئ عربي مشرَّدين عن منازلهم وأملاكهم إلى الآن نحو عام وهم يعانون زمهرير الشتاء وقيظ الصيف فضلا عن الأمراض والأوبئة ثم الموت بالجملة، فهل يقضون أيضاً عاماً آخر؟!
واللجان الموفدة من قِبل مجلس الأمن وهيئة الأمم العربية تدرس وتباحث وتناقش. . . وإلى الآن لم تصل إلى نتيجة حاسمة ولا نظنها تصل!!
واليهود يسرهم كل هذا. . . وهم في بيوت العرب آمنون مستريحون يستغلون أملاك العرب. . . وتستمر الحال على هذا المنوال إلى أن يملّ العرب، وثم لا يبقى أما اللاجئين إلا أمر واحد. . . هو الانتحار!!
فمن المسؤول عن هذه الكارثة؟!
المسؤول الأول هو إنكلترا، لأنها هي سبب هذه الكارثة أولا وأخرا. . . فهي الملزمة أن تفتح السبيل لعودة العرب الفلسطينيين إلى بيوتهم وأملاكهم وأرزاقهم، وأن تجعل هذا السبيل مأموناً من غدر هؤلاء اليهود الجوييم وهمجيتهم، وحمايتهم مدة إقامتهم في ديارهم. . . وهذا يستلزم أولا أن تجرد اليهود من أسلحتهم تجريداً مطلقاً ولا تعترض على تسلح العرب.
ثم على إنكلترا أن تعوِّض العرب من خسائرهم الجسيمة التي خسروها في مدة التشريد. . .
ومن يقرأ هذين القولين يقل لك إنّك تطلب المستحيل، لأن إنكلترا التي دللت اليهود منذ إعلان وعد بلفور، وسكتت على تعديات اليهود المتعددة على إنكلترا - كما هو معلوم - لا يمكن أن تتحمل هذه المسؤولية، وإن كانت حقاً صارخاً، لأنها، أي إنكلترا، خاضعة لعون اليهود في بلادها، وهناك خمسة في المائة من أعضاء البرلمان يهود، وخمسة وزراء يهود، وهؤلاء راكبون على خناف إنكلترا وكاتمو أنفاسها، لا نعلم بأي سحر تخضع لهم وهم يقهرونها!