للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[قصة كتاب الديارات]

للشابشتي

للأستاذ كوركيس عواد

إن كان لكل شيء قصة، فلكتاب الديارات للشابشتي قصة، أرويها فيما يلي، وذلك على أثر المقال الذي نشره عنه الأستاذ صلاح الدين المنجد، في العدد ٣٦٨ من الرسالة الغراء: لقد رغبت في نشر (كتاب الديارات) للشابشتي، منذ سبع سنوات، حينما أخرجت للناس في سنة ١٩٣٤ كتابي المسمى (أثر قديم في العراق: دير الربان هرمزد) القائم بجوار الموصل. فقد كان صاحب المعالي (يوسف غنيمة)، نبهني حينذاك إلى أهمية كتاب الشابشتي، بالمقدمة التي وضعها لكتابي المذكور. فازدادت رغبتي فيه يوماً بعد يوم، وقد مضت سنة ونصف سنة منذ اختمرت عندي فكرة نشره. فأقدمت على العمل بعد أن أعددت له عدته، ليكون ما أقوم به على الوجه العلمي الذي يستحقه هذا الكتاب الجليل، ويرتضيه أرباب البحث من الأدباء والمؤرخين

وكتاب الديارات للشابشتي لم يبقَ منه اليوم سوى نسخة وحيدة في خزانة برلين برقم (٨٣٢١). وأن تحرينا وجه التدقيق قلنا أن هذه النسخة البرلينية ما هي إلا قسم من الكتاب الأصلي، فهي مخرومة من أولها بمقدار لا يمكن معه معرفة عدد أوراقه الذاهبة، كما أنها ناقصة من وسطها بعض النقصان. على أن كافة النسخ المعروفة اليوم لكتاب الديارات، سواء المصورة منها والمخطوطة، مصدرها هذه النسخة الفريدة التي كتبت سنة ٦٣١ هـ. فهي، ولا مراء، أمهن جميعاً، ولولاها لكانت خسارة الأدب فادحة

أما حصولي على نسخة هذا الكتاب، فكان على يد العلامة الأب أنستاس ماري الكرملي، فإنه في إحدى كينُوناته في مصر وذلك في سنة ١٩٣٨، حصل على النسخة المصورة التي كانت بيد المستشرق الدكتور أ. فيشر وكان قد صورها قبل حرب سنة ١٩١٤ ليتولى طبعها هو بنفسه، لكن لما تعددت أشغاله وأحب أن يقدِّم على طبع كتاب الديارات معجمه الملحق بمعاجم لغويي العرب، دفع النسخة المصورة إلى الأب المذكور، لعلمه أنه قد عزم على طبعه. وبعد ذلك نقل الأب نفسه وبقلمه نسخة ثانية معتمدة، فصارت النسخة بهذا نسختين. ثم لما توافرت شغالة ناط بي نشر الكتاب بعد أن علم مبلغ رغبتي في ذلك، فدفع

<<  <  ج:
ص:  >  >>