ختم شاعر الإسلام الأكبر محمد إقبال كتابه (رموز بيخودي) بتفسير سورة الإخلاص، وجعل كل آية من السور عنوان فصل من الشعر، فنظم ثمانية عشر ومائة بيت تبين عما تمكن في نفسه من المعاني الإسلامية الجليلة
وفيا يلي ترجمة منثورة للأبيات التي كتبها تحت عنوان:
ولم يكن لـ كفواً أحد
ما المسلم الذي تحقر الدنيا عيناه؟ ما هذا القلب الذي وضع في الحقُ مناه؟ زهرة من الشقائق، في ذروة جبل شاهق، ضحكت للشمس والقمر، ولم ترجاني الزهر. ونفحت في حمرتها النار، أنفاسُ الأسحار. تظل أشعة الشمس الأولى، ويغسل غبار النوم من عينها الندى
اشدد (بلم يكن) عقداً، لتكون بين الأقوام فرداً. إن الواحد الذي تنزه على الشريك، يأبى عبده أن يكون ذا شريك. وإن المؤمن وهو في الذروة العُليا، تأبى غيرتٌه أن يسامى، (لا تحزنوا) وشاح على صدره، (وأنتم الأعلون) تارج على رأسه يحمل عبء العالمين لا يضجر، ويطوي صدرهُ البحر والبر، قد ألقى أذنه إلى قصف الرعود، فان يخر البرق تلقاه بمنكب مشدود، سيف على الباطل، وللحق مجن لا يكسر، وأمره ونهيه معيار الخير والشر، مائةُ شعلة مقمرة في عقدة من شرره، وتنال الحياة كمالها من جوهره. ليس في هذا العالم ذي الضوضاء نغمة إلا تكبيره في الأرجاء. عظيم العدل والعفو والجود والاحسان، كريم السجايا على نوب الزمان، هو في المجامع برد وسلام، وفي الهيجاء نار تذيب الحسام. وهو في البستان نجي العنادل، وفي الصحراء باز صاءل. لم يرض قلبه تحت السماء قراراً، فاتخذ على الأفلاك داراً. طائر ينقر نجوم السماء، ويحلق وراء القبة الزرقاء
إنك لم تمد جناحا للطيران، فلبثت دودة في الرغام، قد أذلك هجرك القرآن، فأغرقت في