للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[بين العروض وطلقات المدافع]

تحقيق في بحر الرمل

للشاعر الأستاذ محمد عبد الغنى حسن

قرأت - مع السرور والشكر - ملاحظة عروضية للأديب البارع الأستاذ محمد رجب البيومي تدور حول قصيدتي (على طلقات المدافع) التي نشرت بالرسالة الغراء في العدد (٩٦٠). وإذا كان الأستاذ الفاضل قد أعجب (بإشراق القصيدة الناصع ودفاعها البليغ عن صمت الشعراء) أمام الحوادث المروعة في قناة السويس فإنه مشكور أجزل الشكر على هذه التحية الكريمة التي تعد أجمل عزاء عما نشره صديقنا الكريم الأستاذ على متولي صلاح في العدد (٩٦١) من الرسالة الغراء ناسبا إلى أنني هونت من شأن الأدب وأضعفت من قدر الكلام حينما على الإسراف في (القول) في ساعة تحمد فيها (الأفعال). . .

وقد تكون القضية التي يثيرها الأستاذ على متولي صلاح مثارا للدفاع في غير هذا المقام، لأنها اتهام لا يصح السكوت عليه، مثل اتهام الأستاذ رجب بيومي إياي بأنني (لم ألتزم القواعد العروضية في شعري)، وهى تهمة أعيذ الأديب الناقد أن يلقيها من غير برهان، أو من يرميها من غير إحاطة أو شاهد أو بيان. .

فمن قال إن العروض في بحر الرمل تلتزم؟ وإن العلة العروضية المعروفة وهي (الحذف) تلتزم في عروض هذا البحر إلا عند التصريع؟

لقد شرط علماء العروض في لزوم العلة أن تراد العلة لذاتها، فإذا لم ترد فلا لزوم هناك. ويقول العلامة الشيخ حسين المرصفي صاحب (الوسيلة الأدبية) في هذا المقام: (والعلة إذا أريدت لزمت في جميع الأبيات) ص ١٧٠. وفرق بين هذا القول وبين ما قاله المرحوم الأستاذ محمود مصطفى من أن العلة (إذا عرضت لزمت فلا يباح للشاعر أن يتخلى عنها في بقية القصيدة) فنحن أمام قولين وقف الشعراء أمامهما بالخيار منذ أن نطق بالعربية لسان، وهفا بالشعر العربي وجدان. وخاصة أن عدم لزوم العلة في هذا المقام لا يخل بقواعد العلماء، ولا يخدش الآذان باضطراب الأوزان.

وإذا كان الشاعر المرحوم أحمد شوقي بك قد ألزم العلة في عروض بحر الرمل فيما نظمه من قصائده، مثل قصيدة الكتاب التي مطلعها:

<<  <  ج:
ص:  >  >>