للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أنا من بدل بالكتب الصحابا ... لم أجد لي وافيا إلا الكتابا

وفي قصيدته (الطيارون الفرنسيون) التي مطلعها:

قم سليمان بساط الريح قاما ... ملك القوم من الجو الزماما

وفي مرئيته لسعد زغلول التي مطلعها:

شيعوا الشمس ومالوا بضحاها ... وانحنى الشرق عليها فبكاها

إذا كان شوقي قد فعل ذلك في زماننا هذا فان شاعرا كبيرا من شعراء القرن الرابع وأوائل الخامس - هو مهيار الديلمي - قد فعل ما قرره العرضيون من عدم لزوم العلة في عروض بحر الرمل، ولم يقل أحد من الناس إنه لم يلتزم القواعد العروضية في شعره، ولم تشك آذان النقاد من فقدان الموسيقى في شعره العربي الرصين.

ألم يقل في قصيدته إلى الوزير أبى المعالي:

أنذرتني أم سعد أن سعدا ... دونها ينهد لي بالشر نهدا

غيرة أن تسمع الشرب تغنى ... باسمها في الشعر والإظعان تحدى

قلت: يا للحب من ظبي رخيم ... صدته فاهتجت ذؤبانا وأسدا

ما على قومك أن صار لهم ... أحد الأحرار من أجلك عبدا

فالمطلع مصرع وعروضه تامة غير محذوفة. والبيت الثاني كذلك، والثالث كذلك، والرابع عروضه تامة محذوفة. أي أن عروض الأول والثاني والثالث (فاعلاتن): وعروض الرابع (فاعلن). وهكذا يمضى الشاعر العباسي الفحل في القصيدة كلها غير ملتزم لعلة (الحذف).

لا عداك الغيث يا دار الوصال ... كل منهل العرى واهي العزالي

تختلف عليها علة (الحذف) وجودا وعدما في أبياتها التي تزيد على سبعين بيتا. فبينما يقول في (حذف):

حكمت في الحسن حتى ختمت ... سمة الرق على عنق الجمال

إذا به يقول بعد هذا مباشرة في (غير حذف):

غفلة للدهر كانت تحت ستر ... من سواد الشعر مسدول مذال

وقصيدته الميمية التي مدح بها الوزير زعيم الدين أبا الحسن والتي مطلعها:

بكر العارض تحدوه النعامي ... فسقاك الري يا دار (أماما)

<<  <  ج:
ص:  >  >>