للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

تختلف أبياتها كذلك بين وجود علة (الحذف) وعدمها في مواضع كثيرة من القصيدة يسهل الرجوع إليها في صفحة ٣٢٨ من ديوانه (الأسطر ١٢، ١٦، ٢، ٣، ١٣)

ولم يكن معيار في الحق - حين فعل هذا كثيرا في شعره العربي المتين - لاجئا إلى ضرورة، ولا واقعا في عيب قبيح، ولا متكلفا لنبوة في الأذن، ولا جاهلا بقواعد العروض التي تبيح هذا إباحة واسعة في غير التجاء إلى مما حكة في أضعف الأقوال وأوهن الآراء.

ومن الحق أن نقول هنا، ونحن بسبيل تحقيق حول وزن الرمل - إن أغلب الشعر الذي روى في الجاهلية وصدر الإسلام من هذا البحر كان من الضرب الثاني من أضرب العروض الأولى - أعنى أن ضربه على وزن (فاعلن) لا (فاعلاتن) وبهذا كان العروض والضرب في أغلب هذا الشعر محذوفين، لأنه لما التزم (الحذف) في الضرب التزم في العروض طبعا. وذلك كما في القصائد الآتية:

قصيدة المرار بن منقذ التي يقول في مطلعها:

عجب خولة إذا تنكرني ... أم رأت خولة شيخا قد كبر

وقصيدة سويد بن أبي كاهل اليشكرى التي يقول في مطلعها:

بسطت رابعة الحبل لنا ... فوصلنا الحبل منها ما اتسع

وقصيدة المثقب العبدي التي يقول في مطلعها وفق رواية الأنباري:

لا تقولن إذا ما لم ترد ... أن تتم الوعد في شيء: نعم

وقصيدة جليلة بنت مرة أخت جساس، التي تقول فيها:

يا ابنة الأقوام إن شئت فلا ... تعجلي باللوم حتى تسألي

وقصيدة طرفة بن العبد التي يقول فيها واصفا حاله في سفره:

وبلاد زعل ظلمانها ... كالمخاض الجرب في اليوم الخدر

أما قصيدة الشاعر الجاهلي عدى زيد العبادي التي وعظ بها النعمان والتي يقول فيها:

من رآنا فليحدث نفسه ... أنه موف على قرن زوال

وصروف الدهر لا يبقى لها ... ولما به صم الجبال

رب ركب قد أناخوا عندنا ... يشربون الخمر بالماء الزلال

عصف الدهر بهم فانقرضوا ... وكذلك الدهر حالا بعد حال

<<  <  ج:
ص:  >  >>