للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

هذه القصيدة من الضرب الأولى من أضرب العروض التامة المحذوفة من بحر الرمل. والضرب هنا (غير محذوف) أي أن وزنه (فاعلاتن) كما ذهب إلى ذلك محقق الجزء الثاني من (الأغاني) في طبعة دار الكتب المصرية، على حين أن صاحب كتاب (أهدى سبيل إلى علمي الخليل) رحمه الله قد عدها من الضرب الثالث (المقصور) الذي تصير فيه (فاعلاتن) إلى (فاعلات) وتحول إلى (فاعلان).

وعجيب أمر هذه الظاهرة في بحر الرمل من حيث استعمال العرب له. فانهم أكثروا من استعماله في العروض والضرب المحذوفين - أي اللذين - دخلهما (الحذف) فصارا على وزن (فاعلن). على حين أن (مهيار الديلمي) و (أحمد شوقي) أكثرا من استعماله في الضرب التام الصحيح والعروض التامة المحذوفة، مع الفرق الذي أشرنا إليه قبلا: وهو أن مهيارا لم يلتزم العلة في العروض بينما ألتزمها شوقي.

أما الشعراء الهذليون - وقد جمع ديوان شعرهم الضخم بعناية دار الكتب المصرية - فلم ينظموا من بحر الرمل ولم يلتجئوا إلى وزنه الموسيقى الجميل للتعبير عن أحاسيسهم ومشاعرهم؛ ولعلهم تركوا (التزام العلة) في هذا البحر واختلاف الأذن فيها طلبا للعافية وإيثارا للسلامة! ولكنني - وقد نظمت قصيدتي على طلقات المدافع من هذا البحر غير ملتزم علة الحذف - فأنني أرجو أن أكون قد بلغت من رضا المرحوم المرصفي في رأيه، ومن ثقة الشاعر الكبير مهيار في شعره م أحسب الأستاذ الأديب النابه محمد رجب البيومي يرضى به، لأنه حينئذ يرضى بالحق الذي ننشده وينشده كل منصف لنفسه ولغيره.

محمد عبد الغني حسن

<<  <  ج:
ص:  >  >>